ألقت محاولة اغتيال وزير في الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن، ومقتل عدد من الجنود في محافظة أبين، بمزيد من الضغوط على الحكومة اليمنية التي شُكلت حديثاً، كما أبرزت أهمية استكمال تنفيذ اتفاق الرياض خاصة الترتيبات العسكرية والأمنية التي لم تنفذ حتى الآن.
مسؤول حكومي يمني وصف الوضع، في حديث مع «الشرق الأوسط» بـ«المحبط»، مشيراً إلى أنه «بات من الواضح وجود خطة لإرباك الوضع في عدن».
وأضاف: «للأسف الأوضاع في عدن أصبحت أسوأ مما كانت عليه حتى قبل تشكيل الحكومة ووجودها، لا شك أن استكمال تنفيذ اتفاق الرياض هو المخرج الأمثل للجميع، نتمنى أن يتم ذلك سريعاً».
ونجا وزير الخدمة المدنية الدكتور عبد الناصر الوالي من محاولة اغتيال في عدن، أمس، بعد زرع عبوة ناسفة أمام موكبه وهو في طريقه إلى مقر عمله، بالتزامن مع مقتل نحو عشرة جنود في إحدى النقاط الأمنية بمديرية أحْوَرْ بمحافظة أبْيَنْ على يد عناصر إرهابية، بحسب وسائل إعلام محلية.
وكانت السعودية دعت طرفي اتفاق الرياض؛ الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، للاجتماع في الرياض ومناقشة استكمال البنود المتبقية في الاتفاق، لتحقيق الاستقرار وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، والوفاء بالتزاماتهما التي قطعاها سابقاً.
ورحب الطرفان، كل على حدة، بالدعوة السعودية، مشددين على أهمية استكمال تنفيذ الاتفاق، خاصة الجوانب الأمنية والعسكرية التي ما زالت تواجه بعض الصعوبات في التطبيق.
وأكد علي الكثيري، المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أن محاولات الاغتيال والعمليات الإرهابية تخدم الميليشيات الحوثية بالدرجة الأولى.
وقال، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، «إن ما حصل من محاولة اغتيال وزير الخدمة المدنية والتأمينات عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور عبد الناصر الوالي في عدن والهجوم الإرهابي الذي استهدف أيضا نقطة (الحزام الأمني) بمدينة أحور بأبين وراح ضحيته أكثر من عشرة شهداء، وما سبق ذلك من عمليات إرهابية، كلها تنذر للأسف الشديد بانتعاش الجماعات الإرهابية بما يخدم الميليشيات الحوثية».
وأضاف الكثيري: «رحبنا بدعوة وزارة الخارجية السعودية الشقيقة لاستئناف مشاورات استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، بل إننا ظللنا نلح طوال الشهرين الماضيين لاستكمال تنفيذ الاتفاق، ذلك أن القوى المعطلة، وهي معروفة وسبق أن ناصبت الاتفاق العداء، تسعى لمزيد من تفجير الأوضاع وإفشال عمل حكومة المناصفة، وهو الأمر الذي لا نقبله ولن نسمح به».
ويعتقد المتحدث باسم المجلس الانتقالي أن تمكين الحكومة من سلطاتها وصلاحياتها من شأنه تفكيك شبكات الفساد وحل الأزمات في المناطق المحررة، وتابع قائلاً: «معاناة أهلنا في عدن وكل محافظات الجنوب المحررة ينبغي أن تتكاتف جهود الجميع لمعالجتها، من خلال تمكين حكومة المناصفة من السلطات والصلاحيات اللازمة وإطلاق يدها لتفكيك شبكات الفساد والعبث الناشطة لتأجيج الأزمات الاقتصادية وانهيار الخدمات والعملة وعدم صرف مرتبات كل القطاعات المدنية والعسكرية والأمنية».
وأضاف أن «التسريع في تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض سيوفر ممكنات تجاوز تلك الأزمات وتوطيد دعائم الاستقرار وإطلاق حركة التنمية والإعمار».