عودة. للمدن المهجورة .
في محفظتي نقود
هممت نفسي
وأرتديت ملابسي
حملت عصاي
التي تعينني عند التعب
الطقس بارد وممطر
أمشي ببطء
بين الأزقة والحارات
البيوت مهدمة
والشوراع مخربة
وبعض المدن مهجورة
خالية من البشر
لاتسمع فيها .
غير أنين ووجع الموتى .
من تحت الأنقاض .
قلت في نفسي .
ياألهي !؟
أين لعب الأطفال وضحكاتهم
أين أصوات البلابل
وزقزقة العصافير .
وأهازيج الأحبة والهلاهل وأعراسهم .
أين هذا وذاك .
وقفت متكأً على عصاي
وسألت شاباً .!؟
أين أهل هذا الدار
قال لي : ياعم وقعت عليهم قذيفة وماتوا .
وقلت له : أين هذا صاحب محل الخضراوات .
قال لي : ياعم قتلوه الدواعش
وأين فلان وفلان وفلانه .
قال لي : منهم من قتل ومنهم من رحل .
ومنهم من مات
من الفقر والمرض والوجع .
خنقتني العبرات .
وقتلتني الحسرات .
وفاضت عيناي بالدموع .
وأزداد وجعي وحزني .
وأستولت علي ذكريات الماضي.
وأخذت تعصف بي يميناً وشمالاً .
كموج البحر .
وأذا بطفلة صغيرة .
تهمس بأذني
ياعم : انا جائعة وأخوتي جائعون .
أعطيتها مافي محفظتي
ورجعت الى البيت .
مهزوماً مكسوراً .
لم أشتري الخبز ولا الدواء
بل أشتريت الوجع
وهموم الوطن والذكريات
بقلم
سامي التميمي