نددت الحكومة اليمنية بالهجمات الإرهابية الحوثية على المدنيين ومخيمات النازحين في محافظة مأرب كما دعت إلى إسناد المعارك التي يخوضها الجيش الوطني في محافظة تعز ضد الميليشيات وصولا إلى استكمال تحرير المحافظة.
تصريحات الحكومة اليمنية جاءت، أمس (الأربعاء)، خلال اتصالين أجراهما رئيس الحكومة معين عبد الملك، مع محافظ مأرب، سلطان العرادة، ومحافظ تعز، نبيل شمسان، وذلك بالتزامن مع استمرار عمليات الجيش غرب مأرب وجنوبها لصد هجمات الميليشيات.
وذكرت المصادر الرسمية أن رئيس الحكومة معين عبد الملك، اليوم «وقف خلال اتصاله مع محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، على مستجدات الأوضاع في المحافظة في الجوانب العسكرية والأمنية والخدمية والصحية، والوضع الإنساني والإغاثي المقدم للنازحين الفارين من مخيماتهم التي طالتها يد الإجرام الحوثية بالصواريخ والطائرات المسيرة».
وأفادت وكالة «سبأ» أن رئيس الوزراء اطلع «على تفاصيل الوضع العسكري والميداني وما يقدمه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل بالتفاف من الشعب اليمني لإفشال الهجمات الانتحارية للميليشيات الحوثية الانقلابية على أطراف محافظة مأرب، وعلى طريق استكمال تحرير كامل التراب اليمني، وتخليص الوطن من شرور هذه العصابة الانقلابية».
ونقلت المصادر الرسمية عن عبد الملك أنه «اطلع من محافظ مأرب، على الأوضاع الخدمية والتنموية في المحافظة، وكذا الجهود المبذولة للتعامل مع الموجة الثانية من جائحة (كورونا)، إضافة إلى أوضاع النازحين وما تتعرض له مخيماتهم من استهداف حوثي ممنهج بالصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة، وما تسبب به ذلك من موجة نزوح جديدة».
ووصف رئيس الحكومة اليمنية – وفق ما نقلته عنه المصادر «العمليات الإرهابية التي ترتكبها الميليشيات الحوثية ضد المدنيين والنازحين في مأرب واستهداف مخيماتهم»، بأنها «تحدّ سافر للجهود والتحركات الدولية لإحلال السلام في اليمن» وبأنها «تجسد حقيقة طبيعة المشروع الدموي والعنصري لهذه الميليشيات المرتهنة لأجندة النظام الإيراني».
وأشار عبد الملك إلى أن «أفعال الجماعة المشينة والمستمرة ضد المدنيين والنازحين في مأرب وغيرها من مناطق اليمن، يؤكد عدم رغبتها أو جنوحها للسلام».
ونسب المصادر الرسمية إلى رئيس الحكومة اليمنية أنه «أشاد بالأداء الفاعل لقيادة السلطة المحلية بمحافظة مأرب والأجهزة الأمنية والتنفيذية، في تسيير العمل الخدمي والتنموي وتكريس أجواء الاستقرار وترتيب أولوياتها بشكل ناجح، ودعم الحكومة الكامل لهذه الجهود».
وفي حين أثنى عبد الملك على أداء الجيش والمقاومة الشعبية ورجال القبائل والشعب اليمني وهم يذودون بشجاعة عن أرض اليمن ومكتسباته في وجه العصابة الحوثية، أعرب عن تقديره للدعم الصادق من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في سبيل مواجهة المشروع الإيراني وأهدافه التخريبية في اليمن والمنطقة.
إلى ذلك، أفادت المصادر الرسمية بأن عبد الملك «شدد على أهمية تكاتف الجهود الرسمية والشعبية، في محافظة تعز لإسناد المعركة الحالية لاستكمال تحرير المحافظة من ميليشيا الحوثي الانقلابية وفك الحصار المفروض على المدينة، وما تسبب به من معاناة كبيرة للمواطنين، وسط صمت وتجاهل من المجتمع الدولي». وفي حين أشاد عبد الملك بالعمليات التي يخوضها الجيش والمقاومة بمختلف جبهات تعز، بما من شأنه استكمال التحرير وإعادة المحافظة إلى حياتها الطبيعية ورفع المعاناة عن المواطنين، أفادت المصادر بأنه تلقى من المحافظ نبيل شمسان تقريراً شاملاً عن الأوضاع في المحافظة في الجوانب العسكرية والأمنية والخدمية، إضافة إلى جهود التعامل مع جائحة «كورونا» في موجتها الثانية والإجراءات التي تم اتخاذها، والاحتياجات القائمة والإسناد الحكومي المطلوب.
وعلى ما أفادت به وكالة «سبأ»، ثمّن الدكتور معين عبد الملك، ما تبذله قيادة السلطة المحلية من جهود للتعاطي مع التحديات الراهنة والعمل على تجاوزها، وحثها على مضاعفة هذه الجهود والتركيز على الاستماع لهموم المواطنين، ومراقبة أداء القيادات المحلية وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب، لافتاً إلى أهمية قيام السلطة المحلية بدورها في مراقبة الأسعار وضبط التجار المتلاعبين بقوت ومعيشة المواطنين، الذين يستغلون شهر رمضان المبارك لرفع الأسعار.
كما وجه رئيس الوزراء اليمني السلطة المحلية بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية للتعامل مع جائحة «كورونا»، بما في ذلك رفع قدرات القطاع الصحي وتوفير المستلزمات الضرورية، وكذا تشديد الإجراءات الاحترازية والوقائية.
وكانت قوات الجيش الوطني اليمني مسنودة بالمقاومة الشعبية كسرت، أمس (الثلاثاء)، هجوماً لميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في الجبهة الشمالية الغربية بمحافظة مأرب.
ونقل «المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية» عن مصدر عسكري قوله إن عناصر الجيش «كسروا هجوماً شنته الميليشيا الحوثية على مواقع عسكرية بالقرب من مفرق الجوف، وأجبروها على الفرار، بعد أن خسرت عشرات القتلى والجرحى».
وأضاف المصدر أن «مدفعية الجيش الوطني قصفت آليات الميليشيا الحوثية وتعزيزاتها وكبّدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وأن عناصر الجيش الوطني استعادوا أسلحة خفيفة وكمّيات من الذخائر خلفتها عناصر الميليشيا ولاذت بالفرار».
هذه التطورات تزامنت مع تصريحات لرئيس هيئة الأركان العامة وقائد العمليات المشتركة للجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز، أثناء تفقده سير العمليات القتالية في جبهات رغوان والمخدرة بالمنطقة العسكرية السابعة.
ونقل الإعلام العسكري عن الفريق بن عزيز تأكيده على «دحر ميليشيات الحوثي الإرهابية واستعادة الدولة ومؤسساتها الشرعية مهما كلف ذلك من ثمن».