أبو فاضل .. وسياج المحكمة .
عسكري قضى طوال حياته مواظبا ً مخلصاً لوطنه وواجباته العسكريةولأهله وناسه في أخر خدمته العسكرية حصل على سيارة ( متسوبيشي )مكرمة من الدولة وفي أثناء الحرب العراقية الأيرانية التي أستنزفت قدارت البلدين البشرية والأقتصادية .
كان فرحاً بسيارته أستلمها ولم يعرف قيادة السيارة من قبل وكان أقرباءه وأصدقاءه يعلموه ولكن لكبر سنه وخوفه وظروفه وقلة الوقت لم يتعلم بالشكل المطلوب . كان عندما يروم الذهاب للسوق للتبضع يستنجد بأقاربه أو أصدقائه .
في يوم من الأيام شاءت الصدف بأن ( يركب رأسه ) وأخذه العناد بعدما لم يجد من يعينه ويذهب معه ليكون له معلم ودليل . قرر أن يقود سيارته بنفسه . وبقدرة قادر أخرجها من ( كراج البيت ) وقاد سيارته في الشارع العام المؤدي الى قضاء المقداديةوللعلم هذا الشارع خطير جدا ً لكثرة سيارات الحمل والباصات وسارات العمل ( الشفل والتركتور وغيرها ) والسيارات الصغيرة . والسرعة فيه كبيرة . المهم أجتاز ذلك الخطر بأعجوبة حتى دخل القضاء فرحاً بذلك الأنجاز العظيم . حتى خطف من أمامه شاب يقود ( بايسكل ) . بسرعة البرق فأنخطف لونه وأرتجفت يداه . فما كان منه إلا الأنحراف نحو بناية محكمة المقدادية والأرتطام بسياجها الخارجي القديم المتهالك فأنهار السياج بسرعة لأنه ( واقف حيلة ) وحدثت أضرار للسيارة .
فهرعوا الشرطة والحرس في المحكمة مسرعين وقيدوه وقدموه للقاضي فوراً .
فقال له القاضي ( أهلا وسهلا أبو فاضل ) كان أسمه أبنه الكبير فاضل.
قال أبو فاضل : أهلاً سيدي القاضي . بأعتبار أن أهل القضاء يعرفون بعضهم جميعاً .
قال له القاضي مبتسما ً وهو يشعر بالنصر المؤزر : أبو فاصل نحن اليوم جداً سعداء وأنت قدمت لنا حلاً سريعا ً ومعروفا كبيرا ً . منذ سنين نفكر بهذا السياج المتهالك ولم تكن لنا القدرة والوقت والأمكانية في بناءه . ( اليوم أجيت والله جابك تبنيه لو نذبك بالسجن ونغرمك السياج ) .
قال له ( أبو فاضل ) : نعم سيدي أبنيه وأمري لله .
وتم بناء سياج جديد للمحكمة براس أبو فاضل .
فاليوم حال وزاراتنا ومؤسساتنا نفس القصة ( حرق وتخريب وسرقة ) ويعصبوها برأس الفقراء والذين لايمتلكون سند وظهر وقوة .