في وقت واصلت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران خروقها للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، حيث الساحل الغربي لليمن، عبر شن الهجمات وقصف القرى السكنية، نددت الحكومة الشرعية بهجوم الميليشيات الذي استهدف يوم الأحد سوقاً شعبية، وأدى إلى مقتل وجرح ستة مدنيين.
واستنكر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، بأشد العبارات، «جريمة قصف ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لمطعم في سوق الطايف الشعبي بمديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة بطائرة مسيرة إيرانية الصنع، لحظة اكتظاظ السوق بالمئات من المدنيين، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة».
ووصف الإرياني الهجوم بـ«الجريمة الإرهابية النكراء»، التي قال إنها «امتداد لمسلسل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المواطنين في المناطق المحررة بمحافظة الحديدة، من قصف بالمدفعية وقذائف الهاون والطيران المسير وزراعة الألغام والعبوات الناسفة في الطرق العامة، التي يذهب ضحيتها المدنيون من الأطفال والنساء».
وطالب الوزير اليمني المبعوث الأممي وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة بإدانة «هذه الجريمة النكراء باعتبارها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وانتهاكاً سافراً لاتفاق ستوكهولم». كما دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى «ممارسة الضغط على ميليشيات الحوثي الإرهابية لوقف استهدافها الممنهج للمدنيين في المناطق المحررة، وتقديم المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق المدنيين الأبرياء للمحاسبة».
إلى ذلك، أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة بأن القوات أحبطت، أمس (الاثنين)، محاولة تسلل نفذتها ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، داخل مدينة الحديدة بالساحل الغربي اليمني. ونقل المركز الإعلامي لألوية قوات العمالقة عن مصدر عسكري قوله «إن القوات المشتركة رصدت تحركات عسكرية لعناصر تابعة لميليشيات الحوثي في قطاعي شارع صنعاء والمطار داخل مدينة الحديدة»، مؤكداً أن «القوات المشتركة أخمدت تحركات الميليشيات الإرهابية وكبدتها خسائر فادحة في صفوف عناصرها المتسللين فيما لاذ البقية بالفرار تحت وطأة النيران».
ومع تصاعد الخروق الحوثية كان الإعلام العسكري أفاد بأن القوات وجهت، يوم الأحد، «ضربات مركزة وموجعة للميليشيات في جبهة الدريهمي جنوب الحديدة، انتقاماً لضحايا المجزرة التي ارتكبتها بحق المدنيين في الدريهمي».
ومنذ إعلان الهدنة الهشة التي رعتها الأمم المتحدة بموجب اتفاق السويد في أواخر 2018، ارتكبت الميليشيات الحوثية آلاف الخروق التي تسببت في مقتل المئات من المدنيين.
ورغم وجود البعثة الأممية لإعادة تنسيق الانتشار في محافظة الحديدة، فإن هذه الخروق لم تتوقف، كما أن البعثة تجمد عملها فعلياً، منذ العام الماضي بعد أن أفشلت الميليشيات الحوثية موضوع نقاط المراقبة المشتركة وقامت بقنص أحد ضباط ارتباط الفريق الحكومي في إحدى تلك النقاط.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية صعدت من عملياتها الهجومية غربي محافظة مأرب وشمالها الغربي، ابتداءً من يوم عيد الفطر، كما امتد هذا التصعيد إلى محافظة تعز، في وقت أعلن الجيش اليمني المسنود برجال القبائل وتحالف دعم الشرعية عن تكبيد الجماعة عشرات القتلى والجرحى.
وفيما أحصت مصادر يمنية قيام الميليشيات بتشييع أكثر من 500 قتيل من عناصرها خلال شهر رمضان فقط، ذكر قادة في الجيش اليمني في تصريحات رسمية أن عشرات الجثث لعناصر الجماعة لا تزال مرمية عند خطوط التماس غربي مأرب.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلن، في أحدث تصريحات له، أن بلاده لن تقبل بوجود المشروع الإيراني مهما كلف ذلك من ثمن، في إشارة إلى تمسك الشرعية بمواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران عسكرياً، خصوصاً بعد أن رفضت الجماعة الخطط المقترحة للسلام.