شككت الحكومة اليمنية في جدوى المساعي الأممية الرامية إلى إقناع الميليشيات الحوثية بالسماح بصيانة ناقلة النفط العائمة (صافر)، مرجحة أن تنتهي هذه المساعي بـ«الفشل» على غرار المساعي السابقة التي أجهضها تعنت الجماعة المدعومة من إيران.
جاء ذلك في وقت تواصل فيه الميليشيات الانقلابية هجماتها باتجاه مأرب وتصعد من عملياتها في حجة إلى جانب خروقها المستمرة للهدنة الأممية في الحديدة حيث الساحل الغربي للبلاد.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني في تغريدات على «تويتر» أمس (الجمعة): «إن الحديث عن جولة جديدة من المفاوضات بين الأمم المتحدة وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بشأن خزان النفط (صافر)، محكوم عليها بالفشل الذريع، وهو ما تؤكده التجارب والمعطيات وجولات الحوار السابقة التي أثبتت أن الميليشيا لا تفقه لغة الحوار، وتستخدم هذا الملف مادة للمساومة والابتزاز السياسي».
وتابع «فشلت كل مساعي الأمم المتحدة خلال السنوات الأخيرة في تلافي الكارثة المتوقعة جراء تسرب أو غرق أو انفجار خزان النفط العائم (صافر)، جراء استمرار تعنت ميليشيا الحوثي الإرهابية، وتراجعها أكثر من مرة عن التزاماتها بالسماح لفريق أممي بالصعود للناقلة وتقييم وضعها الفني وصيانتها».
ودعا الوزير اليمني «المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على ميليشيا الحوثي، كخيار وحيد لحلحلة الملف وتلافي وقوع كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية هي الأكبر في تاريخ البشرية، حيث سيتضرر منها ملايين البشر، وستدفع ثمنها المنطقة والعالم لعقود قادمة». بحسب تعبيره.
وكانت مصادر دبلوماسية أبلغت «الشرق الأوسط» أن الأمم المتحدة تسعى الأسبوع المقبل إلى عقد اجتماع مع مسؤولين من طرف الحوثيين لبحث زيارة فريقها الفني الناقلة (صافر) في أقرب وقت ممكن.
ميدانياً، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني باستمرار الهجمات الحوثية الضارية باتجاه مأرب رغم الخسائر التي تتكبدها الجماعة غرب المحافظة خصوصاً في مناطق الكسارة والمشجح.
وذكر الإعلام العسكري أن 13 عنصراً حوثياً قتلوا وجرح آخرون، في معارك دارت الخميس مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة المشجح غرب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله: «إن عناصر الجيش والمقاومة كسروا هجوماً شنته الميليشيا وأجبروها على التراجع والفرار بعد مصرع 13 من عناصرها وجرح آخرين إلى جانب خسائر أخرى في العتاد».
وأضاف المصدر «أن مدفعية الجيش الوطني استهدفت مواقع وتحصينات الميليشيا على امتداد جبهة المشجح وكبّدتها خسائر في المعدات والأرواح، في وقت استهدف فيه طيران تحالف دعم الشرعية تجمعات وتعزيزات الميليشيا وألحق بها خسائر بشرية ومادية حيث دمر مدرعة وثلاث عربات قتالية وقتل كل من كانوا على متنها».
بالتوازي مع هذه التطورات في مأرب أفادت المصادر العسكرية بأن قوات الجيش كسرت هجوماً شنته ميليشيا الحوثي على مواقع عسكرية في جبهة بني حسن بمديرية عبس غرب محافظة حجّة.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة أن عناصر الجيش الوطني «تصدوا للهجوم بكل كفاءة واقتدار وأجبروا عناصر الميليشيا على التراجع والفرار بعد تكبّدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح».
وأضاف أن «طيران تحالف دعم الشرعية استهدف تجمعات وآليات قتالية تابعة للميليشيا الانقلابية في مواقع متفرقة بجبهة بني حسن ومحيطها، وأسفرت الغارات أيضاً عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات».
وفي الحديدة، واصلت الميليشيات الحوثية خروقها للهدنة الأممية في الحديدة بقصف مساكن المدنيين في التحيتا والدريهمي ومناطق أخرى على امتداد خطوط التماس، وفق ما أفاد به الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة.
وفي اليومين الأخيرين ذكرت المصادر أن القوات المشتركة رصدت 120 خرقاً وانتهاكاً ارتكبتها ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، في مناطق متفرقة بمحافظة الحديدة.
وشملت هذه الخروق، عمليات عدائية قامت بها الميليشيات ضد المدنيين تمثلت بقصف واستهداف منازلهم ومزارعهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث تركزت الخروق في مناطق الفازة والجبلية ومركز مدينة التحيتا، وحيس والدريهمي.
ومنذ اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة، أواخر 2018، أدت خروق الجماعة الحوثية إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، بحسب ما وثقته الحكومة الشرعية.
ولا تلوح في أفق الأزمة اليمنية أي حلول قريبة لوقف القتال والتوصل إلى سلام رغم المساعي الأممية والدولية والمبادرات بسبب رفض الميليشيات لهذه الجهود وإصرارها على التصعيد العسكري.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلن في أحدث تصريحاته أن بلاده لن تقبل بوجود المشروع الإيراني مهما كلف ذلك من ثمن، في إشارة إلى تمسك الشرعية بمواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران عسكرياً، خصوصاً بعد أن رفضت الجماعة الخطط المقترحة للسلام.
ووصف الرئيس هادي سلوك الميليشيات بأنه ينطوي «على الإرهاب، والحقد، والنزعة الإجرامية، والارتهان للإرادة الإيرانية الهادفة لإشعال الحروب والأزمات، وتغذية جذوتها».