شدد الرئيس العراقي برهم صالج على أن إجراء انتخابات حرة ونزيهة كفيل بإنهاء المظاهر المسلحة والنزيف السياسي الذي تعانيه البلاد. وقال صالح في كلمة له في مؤتمر خاص بمنظمات المجتمع المدني بالعراق وبعد ثلاثة أيام من أزمة كادت أن تؤدي إلى مواجهة مسلحة بين القوات العراقية الرسمية وبين أطراف في فصائل الحشد الشعبي إن «إيقاف حدة النزيف السياسي يتطلب الاحتكام إلى الشعب عبر الانتخابات»، مبيناً أن «هناك عوائق سياسية تحتاج إلى مراجعة وتعديلات دستورية حاسمة».
وأكد صالح على «أهمية صيانة الأمن والاستقرار في البلاد». وأكد أن «المظاهر التي تشهدها البلاد حالياً تمس أمن وسيادة الدولة، وتهدد شرعية النظام السياسي»، في إشارة إلى الاستعراض العسكري الذي شهدته المنطقة الخضراء وسط بغداد مساء الأربعاء الماضي، من قبل مجموعات مسلحة تابعة لـ«الحشد الشعبي»، بعد توقيف قاسم مصلح، أحد قياديي «الحشد» البارزين في الأنبار.
وأكد صالح أن الانتخابات البرلمانية المقبلة هي استحقاق وطني لا يمكن تسويفه، مشيرا إلى أنها ستجرى في موعدها في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأضاف أن «العراق يمر بمرحلة حساسة خطيرة وأمامنا استحقاقات كبيرة وتهيئة المناخ الآمن لتحقيقها ومنها إجراء الانتخابات في موعدها المقرر وهو استحقاق وطني لا يمكن تسويفه»، مؤكدا أن الانتخابات المقبلة ضرورة سياسية لصياغة عقد جديد وتشكيل حكومة جديدة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وقال إن «المهمة الأساسية للحكومة العراقية الحالية هي إجراء الانتخابات وهي مسؤولية وطنية، وعلى منظمات المجتمع المدني توعية المواطنين بممارسة حقهم الانتخابي ومحاربة المال السياسي والفساد الذي يهدد المجتمع والأجيال القادمة وفق إجراءات قانونية جادة».
بدوره، دعا عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الوطني، في كلمة مماثلة، الجمهور العراقي إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة كونها حقا أساسيا وواجبا وطنيا لبناء البلد واستقراره. وشدد على أن الحل في المرحلة المقبلة يتطلب المشاركة الواسعة في الانتخابات كونها أهم حدث في العراق منذ عقدين من الزمن لتغيير المعادلات عبر صناديق الاقتراع تغييرا حقيقيا وفق مناخ أمن لتكون نتائجها أكثر مصداقية.
ودعا الحكيم منظمات المجتمع المدني في العراق إلى تشجيع الجمهور للمشاركة في الانتخابات ومراقبة سير الانتخابات وتوفير الفرص للجميع نزاهة التصويت وشفافية فرز الأصوات والتثقيف المدروس والوعي على المشاركة في الانتخابات المقبلة.