– عدم التعرّف على اليد وحركتها
> تم تشخيص ورم دماغي لدى أختي، وأُجريت عملية استئصال للورم قبل شهرين. وقال الطبيب إنها ناجحة، وإن الورم بعيد عن مركز الحركة، وإن نتيجة التحليل أظهرت أن الورم سليم. ولكن، وبعد العملية أصبحت أختي لا تتعرف على طرفها الأيسر، فهي تحرّكه لكن لا تعرف مثلاً أين يدها. كم المدة التي يحتاج إليها الدماغ ليعود ويتعرف على الطرف الأيسر؟ وقد أخبرنا الطبيب بأنها بحاجة لجلسات علاج إشعاعي، ولكن إذا كان الورم سليماً، فلماذا الأشعة؟
حنان الكلام – بريد إلكتروني
– هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك، والتي لم يتضح لي فيها عمر أختك، هل هي بالغة أم طفلة؟ كما لم يتضح موقع الورم، وما نسبة كتلة الورم التي تَمكّن الجراح من إزالتها؟
وبالنسبة إلى عدم التحكم الإرادي في تحريك الطرف الأيسر، «قد يكون» ما وصفت بعباراتك في رسالتك ينطبق على حالة تُسمى طبياً «متلازمة اليد الغريبة Alien Hand Syndrome». وفيها يعاني الشخص من أن أطرافه تتصرف على ما يبدو بمفردها، دون سيطرة واعية على الأفعال الصادرة عنها. وتؤثر بشكل شائع على اليد اليسرى، كمظهر يعكس فك الارتباط بين «التحكم الذهني وحصول الفعل»، في تحريك اليد وقيامها بأي حركة يريدها المرء، مثل الإمساك بكتاب أو حمل الهاتف الجوال وغيرها. ويحصل في هذه الحالات تحريك لليد دون هدف، وفي بعض الأحيان لا يكون المريض على دراية بما تفعله يده حتى يتم لفت انتباهه لذلك ممنْ هم حوله، أو حتى تفعل اليد شيئاً يلفت انتباه الشخص نفسه إلى سلوكها غير المقصود.
وثمة ظروف تحصل فيها هذه الحالة، كالفصل الجراحي بين نصفي الدماغ في المعالجة الجراحية لحالات عصبية معينة، أو بعد جراحة الدماغ لبعض الأورام، أو نتيجة الإصابة بالسكتة الدماغية، أو الإصابة بالأورام الدماغية، وغيرها.
ولذا يجدر سؤال الطبيب الذي أجرى العملية، أو طبيب الأعصاب المتابع للحالة، عن تشخيصه وتسميته للحالة، هل هي شلل أو متلازمة اليد الغريبة أو حالة طبية أخرى. إذْ إنه هو الوحيد القادر على ذلك، لأنه يفحص المريض ويعرف جوانب عدة من حالته الصحية وما تم إجراؤه خلال العملية الجراحية ونتائج صور الأشعة بعدها. ووفق تشخيصه المحدد للحالة، فإنه منْ سيجيب عن مدى احتمال زوال هذا العجز، ومتى يتوقع ذلك.
أما بالنسبة لتلقي العلاج الإشعاعي بعد إزالة الورم الدماغي الحميد، فإن العلاج الإشعاعي ليس فقط لحالات الورم الخبيث. بل قد يلجأ الطبيب إلى إعطاء العلاج الإشعاعي لحالات الورم الحميد بعد العملية الجراحية، وذلك وفق تقديره الحاجة إلى ذلك، بناءً على ما تم إجراؤه خلال العملية الجراحية، ومدى الكتلة التي استطاع إزالتها من الورم الدماغي الحميد، وغيرها من الجوانب الطبية.
– ألم الركبة والساق
> أعاني منذ أسبوعين من ألم بدأ في الركبة، وأصبح بعده في الساق اليسرى من الأمام والخلف وأحياناً يصعد الألم للفخذ وفي حالات نادرة يصعد للعضلة الموجودة فوق الورك، مع تورم خفيف في الساق. تم إجراء فحص دم وصورة بالأشعة فوق الصوتية، وكانت النتائج سليمة في الفحص والأشعة، حيث إنه لا يوجد أي تمزق في العضلة أو أي ترسبات في الأوردة. ما نوع الإصابة التي أعاني منها وهل هي شد عضلي أم عرق النسا؟
ميساء أبو دالو
– هذا ملخص أسئلتك. ولاحظي أنه عند تقييم «آلام الركبة» أو «الشدّ العضلي» أو «عرق النَسا»، ثمة ثلاث خطوات متسلسلة: مراجعة تفاصيل شكوى الشخص، والفحص الإكلينيكي، والفحوص والتحاليل. والجوانب الرئيسية في تفاصيل شكوى الشخص: مقدار العمر، وموقع الألم، وكيفية حصوله وما رافق ذلك، ووقت بدايته، ومدته، ونوعية الألم، ومدى وجود أعراض ميكانيكية في عمل الركبة أو الظهر أو في حالة أجزاء أخرى من الجسم، سواء كانت ملاصقة أو بعيدة عنهما.
وبالنسبة لمكان ألم الركبة، هناك: إما ألم في مقدمة الركبة، أو ألم في جانبها، أو ألم خلفيّ منفرد، أو ألم منتشر في جوانب الركبة. ولكل منها أسباب مختلفة. كما يسأل الطبيب عن أي أعراض ميكانيكية تعيق تحريك مفصل الركبة أو المشي أو إحساس بالطقطقة داخله. كما يسأل عن أي تورم، خصوصاً عندما تكون هناك إصابة حادة، وقد يكون نتيجة حصول تمزق أو تهتك داخلي في المفصل. وإن كان الألم حصل بعد إصابة حادة، يسأل الطبيب عن آلية وكيفية حصول تلك الإصابة ووضعية الركبة في أثنائها وبعدها.
وهذه الجوانب يستحضرها الطبيب عند إجراء الفحص الإكلينيكي الدقيق، كي يكوّن صورة أوضح لسبب ألم الركبة. وهو ما يشمل معاينة وجس (الفحص باليد) أجزاء الركبة والأجزاء المحيطة بها (الساق والفخذ). ثم يتم تقييم مدى حركة مفصل الركبة وقوة حركتها.
وبإتمام ما تقدم، يتكون لدى الطبيب تصور عن سبب الألم، وبناءً عليه يتجه نحو طلب الفحوص المساعِدة في تأكيد التشخيص. مثل الأشعة السينية أو الأشعة فوق الصوتية أو بالرنين المغناطيسي أو تحاليل الدم لعدد من العناصر.
وهذه الجوانب عن نتائج فحص الركبة ذاتها، لم تتضح من رسالتك.
وفي حالات «عرق النسا»، فإن الألم يبدأ من أسفل العمود الفقري ويمرّ بالمؤخرة والجانب الخلفي من الساق، في جانب واحد من الجسم، ويزداد الألم عند السعال أو العطس أو الجلوس لفتراتٍ طويلة. وتختلف أنواع الألم التي يشعر بها المريض هنا، فقد يتراوح ما بين ألمٍ بسيط، وموجة كهربائية، وألم شديد. وقد يشعر بعض الأشخاص بخَدَر، وضعف عضلي في الرجل أو القدم المصابة. ويُجري الطبيب عدداً من الاختبارات في الفحص الإكلينيكي، التي قد تُؤكد هذا التشخيص. وحينها تكون فحوص الأشعة (الرنين المغناطيسي) لمعرفة موقع المشكلة في فقرات الظهر.
أما «الشدّ العضلي» فهي إصابة للعضلة أو الأوتار. وقد لا تؤدّي الإصابات البسيطة إلا إلى «تمدُّد» ألياف العضلات أو الأوتار، بينما قد تتسبب الإصابات الأكثر شدة بـ«تمزّق» جزئي أو كامل في العضلات أو الأوتار. وقد يحصل الشدّ العضلي في أي عضلات أو أوتار الجسم المتصلة بالعظام، ولكن عادةً في أسفل الظهر وفي عضلات الجزء الخلفي من الفخذ (أوتار الركبة). وهناك حالة أخرى تُسمى «التواء» والذي تحدث فيه الإصابة بمجموعات الأنسجة التي تربط عظمتين إحداهما بالأخرى.
ويمكن حدوث الشد أو التمزق الحاد نتيجة حادث واحد أو نتيجة تكرار الإصابات، عند إجهاد العضلة بأداء الحركة نفسها مرة تلو الأخرى. ولذا قد يستمر الألم ويتنقل، كما لديك. ويمكن أن تساعد الأشعة بالموجات فوق الصوتية في كثير من الأحيان في التمييز بين عدة أنواع مختلفة من إصابات العضلات والأوتار.
– استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:[email protected]