لا يتجاوز عدد المسيحيين حالياً في الأراضي الفلسطينية 1% بعدما كانوا يُشكلون قبل العام 1948 نحو 12%. فما السبب الرئيس لانخفاض أعدادهم؟ وما أسباب هجرتهم للعيش في بلدان أخرى؟ وما علاقة تدني الأوضاع الاقتصادية والحقوق السياسية في الأراضي الفلسطينية بهجرتهم؟ ولماذا يفرض الاحتلال الإسرائيلي ضرائب على عقارات تُغطي نفقات كنائسهم؟
هم أبناء أكبرِ ديانة في العالم، عددهم يتجاوز مليارين ومئتي مليون نسمة، ولكن حيث ولدت هذه الديانةُ وانطلقت إلى أرجاءِ المعمورةِ، لم يتبقَ منهم سوى خمسينَ ألفا فقط.
قبلَ نحوِ قرنٍ من الزمنِ شكلَ المسيحيونَ في الأراضي الفلسطينيةِ نحوَ ثمانيةً وعشرينَ في المئةِ من مجملِ عددِ السكانِ، لكنهم اليومَ لا يتعدونَ الواحد في المئة.
مدن وقرى هجرها المسيحيونَ تماما، وباتوا جزءًا من التاريخِ المرسومِ على جدرانِ كنيسةِ المهد.
مدينةُ بيتَ لحم هي من أقدسِ المواقعِ المسيحيةِ في العالمِ، ففيها وُلِد المسيح، ويوجدُ في المدينةِ عددٌ كبيرٌ من الكنائسِ والأديرةِ والمواقعِ المسيحيةِ المقدسة، بالإضافةِ إلى المؤسساتِ المسيحيّةِ المختلفةِ من مدارسَ وجامعاتٍ ومستشفياتٍ.
وتحظى المدينةُ بشعبيةٍ واسعةٍ كونُها مدينةَ مولد المسيح، ومن المفترضِ أن يزورها ملايينُ الحجاجِ والسياحِ سنويا، وأن يحظى سكانُها ببحبوحةٍ اقتصاديةٍ وحياةٍ مرفّهةٍ كما في سابق عهدهم.
جاءوا من نسلِ الغساسنةِ والآراميينَ والكنعانيينَ والأرمن، هم أصلُ المسيحيةِ في العالمِ وأقدمُهم، تقلبت عليهم الأزمنةُ والأحداثُ وظلوا جزءًا من النسيجِ الاجتماعيِ والثقافي، إلى أن بدأوا في الهجرة عن موطنهم الأصلي.