قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، إن تركيا والولايات المتحدة بحاجة لوضع الخلافات جانباً والمضي قدماً.
وأعلن الرئيس التركي، أنه سيبحث مع نظيره الأميركي جو بايدن خلال القمة التي ستجمعهما غداً الاثنين، دور تركيا في برنامج تصنيع المقاتلات "إف 35"، الذي استبعدت واشنطن أنقرة منه بعد شرائها منظومة "إس-400 الروسية" في 2019.
كما سيتطرق الاجتماع إلى ما وصفه أردوغان بـ"الوعود الأميركية التي لم تنفذ" بشأن صواريخ باتريوت الأميركية البديلة.
وقبل السفر إلى بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي وعقد أول اجتماع له مع بايدن منذ الانتخابات الأميركية العام الماضي، قال أردوغان للصحافيين: "سأنقل لبايدن عدم ارتياح تركيا من الاعتراف بإبادة الأرمن".
وعرف الرئيس بايدن وأردوغان بعضهما بعضا منذ سنوات، لكن اجتماعهما يوم الاثنين سيكون الأول لهما كرئيسين. يأتي ذلك في لحظة متوترة بشكل خاص للعلاقات بين البلدين.
قائمة الخلافات طويلة بشكل غير عادي بالنسبة إلى الحليفين في "الناتو": هناك الدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد في سوريا، إضافة إلى شراء تركيا لنظام الصواريخ الروسي "إس. 400". كما أثار بايدن غضب أنقرة في ابريل الماضي بإعلانه أن القتل الجماعي والترحيل الجماعي للأرمن في العهد العثماني كان "إبادة جماعية".
من جهته، خفف أردوغان مؤخراً لهجته المناهضة للغرب في الوقت الذي تكافح فيه حكومته الانكماش الاقتصادي الذي تفاقم بسبب جائحة فيروس كورونا.
ولطالما روّج بايدن للعلاقات الشخصية التي طورها مع قادة العالم على مدار ما يقرب من 50 عاماً كعامل يجعله مجهزاً بشكل فريد لتنشيط سمعة الولايات المتحدة بعد رئاسة دونالد ترمب.
وفي الأيام الأخيرة، ذكر لمساعديه أنه طور علاقة قوية مع أردوغان على مر السنين، وفقاً لمسؤول كبير في الإدارة تحدث لوكالة "أسوشيتد برس" بشرط عدم الكشف عن هويته.
وفي عام 2014، أثناء توليه منصب نائب الرئيس، اعتذر بايدن لأردوغان بعد أن أشار في خطاب إلى أن تركيا ساعدت في تسهيل صعود تنظيم داعش من خلال السماح للمقاتلين الأجانب بعبور حدود تركيا مع سوريا.
وخلال الحملة الرئاسية لعام 2020، أثار بايدن غضب المسؤولين الأتراك بعد مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" وصف فيها أردوغان بأنه "مستبد".
وبعد توليه منصبه، انتظر بايدن ثلاثة أشهر قبل الاتصال بأردوغان، وهو ما كان يُنظر إليه على نطاق واسع في تركيا على أنه ازدراء. وكانت المرة الأولى التي تحدثا فيها بعد الانتخابات عندما اتصل بايدن ليخبر أردوغان عن إعلان "الإبادة الجماعية" للأرمن.