منعت قوات الأمن المحلية في محافظة كربلاء (110 كيلومترات) جنوب بغداد، أمس، السيدة سميرة الوزني، من نصب خيمة اعتصام أمام مبنى الحكومة والمحكمة المحلية للمطالبة بمحاسبة قتلة ولدها الناشط البارز إيهاب الوزني، الذي اغتيل على يد مجهولين بمسدس كاتم للصوت مطلع شهر مايو (أيار) الماضي.
ورغم الحملات التي أطلقتها جماعات الحراك ومواصلة السيدة الوزني، منذ اليوم الأول لاغتياله، انتقاداتها الشديدة ومطالباتها الملحة للسلطات بمحاسبة المتورطين باغتيال ولدها، إلا أنها تحصل على إجابات أو إجراءات مقنعة من السلطات المحلية أو الاتحادية.
وسبق أن اتهمت الوزني علناً، القيادي في «الحشد الشعبي» قاسم مصلح وشقيقه، بالتخطيط والتورط في عملية اغتيال ابنها، كما اتهمت القيادات الأمنية والإدارة المحلية في المحافظة بمعرفة الجناة وغض الطرف عنهم.
كانت السلطات ألقت القبض على قاسم مصلح نهاية مايو الماضي، بتهمة الإرهاب، قبل أن يقوم القضاء بالإفراج عنه لـ«عدم كفاية الأدلة».
وفي مشهد درامي حزين، ظهرت السيدة سميرة الوزني في «فيديو» مصور وهي تخاطب عناصر الأمن الذين حاولوا منعها من نصب خيمة الاعتصام بالقول: «دم ابني غال، دمه غير رخيص، ربما لديكم كذلك أو لدى الميليشيات، لكنه غالٍ لدي، سأنصب الخيمة رغماً عنكم». وتضيف وسط صمت مطبق لعناصر الأمن: «إنكم تعرفون من استعمل الكاتم، أقسم بالله إنكم تعرفونه، لقد دخل من خلال سيطرتكم واغتال ولدي، لماذا تخافون من خيمة، ليس فيها غير الفراش وخالية من القنابل». وتواصل: «أنتم عراقيون، لماذا تسمحون بذهاب دم العراقي هدراً، لماذا أنتم جبناء هكذا، يوم لك ويوم عليك، لا تعرف ماذا سيحدث في هذه الدنيا، إنها متقلبة، أين عبد الكريم قاسم (رئيس سابق) والآخرون؟!».
وفي مقطع «فيديو» آخر، ظهرت السيدة وهي تحاول إيقاف موكب بعثة الأمم المتحدة (يونامي)، عبر الطرق على نافذة سيارة في الموكب، والحديث إلى أعضائه الذي صادف وجودهم هناك أثناء محاولة إقامة الاعتصام، غير أن الموكب الأممي تجاهل طلبها وواصل سيره.