أفادت مصادر يمنية في صنعاء بأن المييليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، وسَّعت مؤخرا من حجم انتهاكاتها للحريات الدينية والمذهبية لتشمل من يطلق عليهم بجماعة «الدعوة والتبليغ» والمعروف عن أتباعها عدم تدخلهم في السياسة أو الصراعات الاجتماعية.
وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، عن شن الميليشيات على مدى الأسبوعين الفائتين، بناء على توجيهات صادرة من قيادات حوثية، حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من المنتمين لتلك الجماعة في ثماني مدن، سعيا لوقف تحركات أتباعها التي تقتصر على الأعمال الدعوية في المساجد.
وذكرت المصادر أن تلك الحملة الحوثية، التي وصفتها بـ«الشعواء» أسفر عنها اعتقال 150 شخصا على الأقل والزج بهم بسجون سرية في كل من العاصمة صنعاء وريفها ومدن ذمار وإب وتعز وعمران والمحويت والحديدة.
وقالت المصادر إن رفض غالبية المنتمين لتلك الجماعة الدعوية الرضوخ لضغوط ومطالب الميليشيات، أجبر الأخيرة على إصدار تعميمات تحض فيها على تعقبهم ووقف كل تحركاتهم في جميع القرى والمدن والمناطق الخاضعة للسيطرة الانقلابية.
وعلى صعيد مواصلة منع المييليشيات لأي جهة من إقامة نشاطات دينية أو اجتماعية بمدن ومناطق سيطرتها من أجل تفردها في نشر فكرها المستورد من إيران، تحدثت المصادر عن توجيه الانقلابيين فور اعتقالهم المنتمين لتلك الشريحة اتهامات عدة لهم للضغط عليهم بترك الخوض في الأمور الدينية والاكتفاء بمساندتها في عملية التحشيد والتعبئة العامة بكل القرى والمناطق التي يزورونها من أجل رفد جبهاتها القتالية بضحايا جدد.
وفي ريف صنعاء، تحدث سكان محليون عن شن مسلحي الجماعة قبل أيام حملة استهداف واسعة اعتقلت خلالها نحو 32 منتميا لتلك الشريحة في قرى ومناطق خولان وسنحان وبني بهلول وبلاد الروس الواقعة جنوب العاصمة.
وعبر السكان عن استنكارهم لجميع الممارسات والتعسفات الحوثية المرتكبة بحق مختلف الشرائح اليمنية. وأشاروا إلى أن تلك الحملة تكشف حقيقة الميليشيات وزيف ما تدعيه بانتمائها لما تسميه «المسيرة القرآنية».
وقالوا إن «تلك الحملات التي استهدفت جماعة الدعوة والتبليغ ليس لها أي مبرر، لكونها جماعة دينية لا علاقة لها بالأمور السياسية، وأغلب ما تتحدث عنه يتعلق بالجوانب الدينية التنويرية، بعكس ما تنتهجه الميليشيات الحوثية من ممارسات تحريض على العنف والتفرقة الطائفية والقتل والموت في سبيل نشر فكرها السلالي وتمجيد زعيمها الإرهابي».
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تطال فيها حملات الاستهداف الحوثية المنتمين لتلك الشريحة اليمنية، حيث شهد العام الماضي ، وفق تقارير محلية عدة شن حملات مماثلة.
وفي مطلع يونيو (حزيران) من العام الماضي، اختطفت الميليشيات العشرات من جماعة الدعوة والتبليغ من مركز تابع لهم بمحافظة ذمار جنوب صنعاء.
وكشف حينها مصدر محلي عن اقتحام حملة عسكرية للمليشيات بقيادة المدعو أبو عبد الملك مطهر، مركز الجماعة الدعوية بمنطقة الجرشة العليا بمديرية عنس حيث اعتقلت العشرات منهم ومعهم سكان ممن يرتادون المركز والمسجد.
وفي منتصف الشهر نفسه، منعت الميليشيات في محافظة الحديدة أهل الدعوة والتبليغ من دخول مساجد عدة في المحافظة، والتى اعتادوا أن يقيموا فيها عدة أنشطة دعوية ودينية.
وكشفت حينها وثيقة حوثية عن صدور تعميمات من قيادات بارزة في العاصمة المختطفة صنعاء تحض عموم مكاتب الأوقاف وخطباء وأئمة المساجد بمناطق سيطرتها على منع تلك الشريحة من دخول المساجد أو المبيت فيها أو إقامة خواطر وندوات ومحاضرات دينية.
وبموجب تلك التعميمات تكررت الممارسات والانتهاكات الحوثية القمعية على مدى الفترات القليلة الماضية بحق أبناء هذه الجماعة في عدة قرى ومناطق ومدن قابعة تحت سيطرة الميليشيات.