تصاعدت أزمة السفينة البريطانية في البحر الأسود بين موسكو ولندن، اليوم الخميس. ففي حين هددت الأولى باحتمال ضرب أي سفينة متسللة قد تهدد أمنها، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن سفينة بلاده تعمل بشكل قانوني في المياه الدولية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
وقال "نحن لا نعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، لذا نعتبر أن سفينتنا كانت في المياه الأوكرانية".
أتى ذلك بعد ساعات على إعلان الخارجية الروسية استدعاء السفير البريطاني على خلفية حادثة البحر الأسود.
وكانت موسكو أعلنت، أمس الأربعاء، أنها أطلقت طلقات تحذيرية ضد المدمرة البريطانية التي اتهمتها بدخول مياهها الإقليمية قبالة سواحل القرم.
كما أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن السفينة "لم تتجاوب مع التنبيه، "فقام "زورق دوريات حدودية بإطلاق بعض الطلقات التحذيرية"، فيما نفذت طائرة سو-24إم "عملية قصف احتياطية على طول مسار المدمرة".
تصرف خطير
وذكرت أن السفينة البريطانية غادرت بعد ذلك المياه الروسية في ختام الحادث الذي استغرق أكثر من عشرين دقيقة، منددة بـ"التصرف الخطير" لطاقم المدمرة، ومطالبة لندن بفتح "تحقيق معمق" في الحادث.
كما اعتبرت أن الحادث هو "انتهاك فاضح لاتفاقية الأمم المتحدة".
في المقابل، نفت السلطات البريطانية الأمر، وأكدت وزارة الدفاع أنه "لم يتم توجيه أي طلقات تحذيرية إلى إتش إم إس ديفندر"، وأن "الإعلان بشأن إطلاق قنابل في خط إبحارها" غير صحيح. وأوضحت أن "سفينة البحرية الملكية كانت تقوم بعبور بسيط في المياه الإقليمية الأوكرانية طبقا للقانون الدولي"، مضيفة "نعتقد أن الروس كانوا يقومون بتدريبات على الرماية في البحر الأسود".
قلق روسي
وقبل ساعات من الحادث، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة جديدة، أن بلاده "قلقة حيال تعزيز الحلف الأطلسي قدراته وبناه التحتية على مقربة من الحدود الروسية".
يذكر أنه ليس من النادر أن تقع حوادث بين طائرات أو سفن على حدود روسيا، ولا سيما خلال فترات التوتر مع الغرب، غير أن توجيه طلقات تحذيرية سيشكل سابقة في حال ثبت.
وتقع معظم الحوادث في بحر البلطيق أو البحر الأدرياتيكي، ونادرا ما تسجل حوادث في أقصى الشرق الروسي، حيث أعلنت موسكو، الأربعاء، اعتراض طائرة تجسس أميركية فوق بحر أوخوتسك.