شددت الحكومة اليمنية أمس (الجمعة) على ضرورة وجود «رقابة أممية» لحماية الأطفال من انتهاكات الميليشيات الحوثية بعد أن حولتهم الجماعة إلى وقود لمعاركها وقامت بإقامة المعسكرات لأدلجتهم طائفيا.
هذه المطالب بحماية الأطفال، جاءت في تصريحات لمندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي، خلال لقائه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للأطفال والنزاع المسلح فرجينيا غامبا. وذكرت وكالة «سبأ» أن السعدي أشار خلال اللقاء المنعقد عبر تقنية الاتصال المرئي، «إلى الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الحوثية بحق الأطفال والمتمثلة في تجنيد الآلاف منهم وتنظيم ما يسمى المعسكرات الصيفية وتغذية عقول الأطفال بالمفاهيم الطائفية والتطرف وتشجيعهم على ارتكاب الأعمال الإرهابية والزج بهم في محارقها العبثية والعودة بهم ضحايا لهذا الصراع، خدمة لأجندتها ومشروعها السلالي».
وتطرق السفير السعدي – بحسب المصادر الرسمية اليمنية – إلى جهود الحكومة في بلاده على صعيد «حماية حقوق الطفل والحد من استخدام وتجنيد الأطفال في الصراع المسلح وإعادة تأهيل الأطفال المتأثرين بالصراع وإدماجهم في المجتمع وإعادتهم إلى أسرهم».
وشدد السعدي على «ضرورة تفعيل فريق الأمم المتحدة القطري في اليمن للقيام بدوره في الرقابة ورصد كل الانتهاكات والممارسات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية من تجنيد واستخدام للأطفال وحرمانهم من الحرية وممارسة أساليب الترهيب والابتزاز بحق أسرهم، ووضع الآليات المناسبة لتفادي عرقلة الميليشيات الحوثية لعمل هذه الفرق، والضغط علي الحوثيين بإزالة القيود والعراقيل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفئات المحتاجة من الأطفال والنساء».
كما رحب السعدي بالتعاون المشترك بين الوفد اليمني الدائم في نيويورك والممثلة الخاصة للأمين العام ومكتبها في نيويورك، مؤكداً أهمية التنسيق مع الحكومة اليمنية وتفعيل عمل الفريق القطري في عدن وتعزيز التعاون مع اللجنة الفنية المشتركة لاستكمال تنفيذ خارطة الطريق الموقعة في ديسمبر (كانون الأول) 2018 للقضاء على تجنيد واستخدام الأطفال في النزاع المسلح. ونسبت المصادر الرسمية إلى الممثلة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة أنها أشادت بجهود الحكومة اليمنية وتعاونها مع الأمم المتحدة لحماية حقوق الأطفال والحد من استخدامهم وتجنيدهم في الصراع، عبر الانخراط الفعال في تنفيذ خريطة الطريق، وتعيين نقاط اتصال في القوات المسلحة للتوعية بآليات وبروتوكولات التعامل مع الأطفال وحمايتهم من آثار الصراع.
وذكرت وكالة «سبأ» أن المسؤولة الأممية أبدت استعدادها لتعزيز الفريق القطري في محافظة عدن بالخبرات المطلوبة بهدف العمل على استكمال خريطة الطريق، واقترحت وضع عدد من الإجراءات التي ينبغي تنفيذها خلال النصف الثاني من هذا العام وتحديد الصعوبات ووضع المعالجات المناسبة لها.
يشار إلى أن الأمم المتحدة جددت قبل نحو أسبوع إدراج الميليشيات الحوثية ضمن قائمة العار الخاصة بالجماعات والدول المنتهكة لحقوق الأطفال، وهو القرار الذي أثار ارتياحا واسعا في الأوساط اليمنية الرسمية والحقوقية، إذ تتهم الجماعة بتجنيد أكثر من 30 ألف طفل للقتال إلى جانب سعيها إلى تأسيس جيل جديد من المتطرفين المتعصبين لأفكارها الطائفية.