أكد السفير البريطاني لدى ليبيا نيكولاس هوبتون، على عزم حكومة بلاده دعم التحقيقات الجارية بشأن العثور على «مقابر جماعية» في مدينة ترهونة جنوب العاصمة طرابلس، ومحاسبة مرتكبي «الجرائم المروعة» هناك.
وظهر هوبتون في أحد المواقع التي يتم استخراج رفات الجثث منها بترهونة، وقال في مقطع فيديو نشرته السفارة عبر صفحتها على «فيسبوك»، أمس: «يستحيل التعبير بالكلمات عن ماذا يعني زيارة هذا المكان، الذي قتلت فيه ميلشيا الكانيات العديد من المواطنين».
وأعلن العثور على عشرات الجثث مدفونة في مقابر جماعية في ترهونة عقب دخول قوات حكومة «الوفاق الوطني» إلى المدينة فور انتهاء الحرب على العاصمة، مطلع يونيو (حزيران) 2020، وأخذت الأعداد في التزايد؛ ووجهت الاتهامات في حينها إلى ميليشيا «الكانيات» التي فرت من المدينة.
وبعد جولة أجراها في مواقع المقابر الجماعية التي وصفها بأنها «شاهد على مآسٍ ارتكبت طوال سبعة أعوام»، التقى السفير البريطاني بعائلات الضحايا، والسلطات المحلية في المدينة، وقال إنه عبر عن تضامن الحكومة البريطانية مع الضحايا وذويهم، وعزمها للعمل على دعم التحقيقات «ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم المروعة».
ولفت السفير إلى أنه تحدث خلال زيارته إلى ترهونة عن العقوبات التي فرضتها الحكومة البريطانية أخيراً على ميليشيا «الكانيات» وصرح بها وزير الخارجية دومينيك راب.
وفرضت بريطانيا عقوبات على «الكانيات» في 13 مايو (أيار) الماضي، وقائديها محمد الكاني وعبد الرحيم الكاني، لاتهامهم «بارتكاب أعمال ترويع وترهيب في ترهونة، شملت التعذيب وقتل المدنيين والإخفاء قسراً»، وهو ما أكد عليه وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كليفرلي، الذي قال إن الميليشيا «مسؤولة عن عمليات إخفاء قسري وتعذيب وقتل مدنيين».
وسبق أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق «شامل وشفاف» في القضية، لكشف الجناة المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم، بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ولا تزال فرق الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين تعثر على مقابر جماعية في ترهونة، وأعلنت أول من أمس، عن اكتشاف مقبرة جديدة في منطقة المشروع الزراعي في المدينة، انتشلت منها عدداً من الجثث.
وفي وقت سابق، تم إخراج 130 جثة من 29 مقبرة جماعية عثر عليها. وقالت الهيئة إن 338 شخصاً على الأقل من سكان ترهونة فقدوا، بعد تمكن ميليشيا «الكانيات» من السيطرة على المدينة عام 2015.