اللاءات الهاشمية الثلاث .
الكثير من الامور السياسية التي تحدث لا يتحدث عنها الزعماء والقادة تبقى سرية . الجميع يدرك أن تلك القيادة أخذت على عاتقها أمر كبير وعظيم . أن تخرج قيادة تقود الجماهير في اجتماعات جماهيرية جهارا نهارا تقود الجماهير رافضة الامور السياسية العالمية متمترسة بين جماهيرها على قلب رجل واحد ليعلنوا رفضهم لمشروع يحمل في بذوره الشر للقضية الفلسطينية والمنطقة العربية . ما قام به جلالة الملك عبدالله ملك الاردن لم يفعله أي قائد أو زعيم . خرج على الاعلام في اكثر من حشد جماهيري يقود الجماهير داعي الى الوقوف ضد صفقة القرن . رسالة مهمة من خلال ترأسه للجماهير الاردنية في رسالة للعالم أننا لسنا فقط نتحدث بل سنكون مع شعبنا متحملين الصعاب في الدفاع عن القدس وفلسطين ولن نقبل الابتزاز من قبل البعض أن نتخلى عن المسؤولية الدينية والقومية اتجاه المقدسات وفلسطين .. أول قائد عربي يقود الجماهير محذر الجميع في العالم أن القيادة والشعب في خندق واحد مواجهين غير مبالين بالضغوطات التي تمارس على الاردن من أجل أن يقبل بما سيتم الطرح من صفقة القرن، ندخل في مرحلة تعيد النظر في التحالفات القديمة و تفتح الباب امام تفاهمات جديدة. الاردن و بغض النظر عن علاقته الوثيقة مع الولايات المتحدة لن يقبل بالسير في مشاريع تهدد وجوده،وتلغي مواقفه الثابته الأصيلة اتجاه القدس وفلسطين مهما كانت الاغراءات . المنطقة تقف على مفترق طريق مصيري بالنسبة للقضية الفلسطينية، عندما وقف ترامب وكان متحدث بإسم الولايات المتحدة الأمريكية وما كانت تشير نواياه الواضحة والصريحة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يُطلق عليها “صفقة القرن”. الإدارة الامريكية تتخذ خطوات لصالح الكيان الاسرائيلي ، وتعمل على فرض رؤيتها لما يخدم المصالح الاسرائيلية وتفرض رؤيتها بما يتناسب مع مصالح الكيان وحكومته اليمينية المتطرفة، تلك الادارة غير مبالية بالطرف الفلسطيني ، لا سيما قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وأن القدس العاصمة الموحدة للكيان لاغي بذلك حق الفلسطيني والعربي والإسلامي والمسيحي بها والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. الادارة الامريكية المنحازة لاسرائيل تعمل على ترسبخ صفقة القرن . تلك الادارة تخفي الجانب السياسي من تلك الصفقة بل المحاولة من تلك الادارة في التماهي في اخفاء الكثير من الامور وطرح فقط البعض من الجانب الاقتصادي من تلك الصفقة ، هذا الوضع اغضب الملك عبد الله ملك الاردن، الملك كان “متشائما” و”غير راض” عن السياسات الأمريكية بالجزء الأهم من الخطة، وهو الجانب السياسي ولن تمر كما تحدث جلالته . لهذا علينا أن ندرك أي خطة سلام تحت أي مسميات مثل صفقة القرن كما تسميها الاداره الامريكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين لن يقبل بها الملك عبد الله الثاني سليل الأسرة الهاشمية العربية لما لأهمية القدس وفلسطين في وجدان العرب والمسلمين وما نشأ عليه الهاشميين . وستؤثر أيضا على الأردن، المتاخم للضفة الغربية، ويعيش فيه غالبية من السكان الفلسطينيين، وله وضع خاص في الأماكن المقدسة بالقدس، لهذا خرج العاهل الاردني بكل وضوح “أنا كهاشمي كيف أتراجع عن القدس المحتلة؟! مستحيل. خط أحمر. كلا على القدس، كلا على الوطن البديل، كلا على التوطين” . وشدد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، على أن الأردن لن يقبل بأن يمارس عليه أي ضغط بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية والقدس واللاجئين. ندرك أن الضغوطات المفروضة على الأردن من دول عربية ودولية، والمتمثّلة بالوضع الاقتصادي نتيجة للموقف الأردني من القضية الفلسطينية، باتت مكشوفة ومعلومة لدى الجميع.ويكشف عن “وجود ضغوطات على الأردن . موقف الاردن قيادة وشعب كان واضح للجميع انهم ضد صفقة القرن وأنهم مع القدس وفلسطين مواقفهم ثابته وانهم مستعدين لتقديم الغالي والنفيس من أجل فلسطين والقدس، في تغريدة ذات دلالة واضحة، كتب الملك عبد الله الثاني، عبر “تويتر”: “نستذكر شهداء جيشنا العربي في معركة الكرامة الخالدة”.وقال العاهل الأردني:” نستذكر بفخر شهداء جيشنا العربي المصطفوي، الذين قدموا حياتهم فداء للوطن وقضایا الأمة، وفي مقدمتها تضحياتهم على ثرى فلسطين الطهور وأسوار القدس الشریف، وإن معركة الكرامة الخالدة هي شاهد حي على هذه التضحيات في سبيل العزة والمجد”..انتهى نقل التغريدة. إننا كشعب فلسطيني وشعوب عربية ندرك ونشاهد ما يتعرض له الاردن وقيادته بسبب مواقفهم الشجاعة اتجاه قضايا الامه وفلسطين، الهاشميين والشعب الاردني العظيم الثابتين على العهد المدافعين عن قضايا الامة وفلسطين نثق بقيادة جلالته ونقف خلف قيادة هاشمية حكيمة مدافعة عن قضايا الأمة وفلسطين ، لا تتأخر أبداً، كل الاحترام للاردن وقيادته الهاشمية في جميع مواقفهم المشرفة التي ستكتب بأحرف من نور في تاريخ أمجاد هذه الامة .تحية للاردن العظيم شعب وقيادة هاشمية ..
نائل ابو مروان . خبير في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي
محلل سياسي