حذّر قائد الجيش اللبناني اليوم الجمعة من أن الوضع في بلاده يتجه على ما يبدو إلى التصعيد إثر اعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، بينما شدد كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على ضرورة تشكيل حكومة سريعاً للبدء بتنفيذ الإصلاحات اللازمة.
ونقل الجيش اللبناني عبر حسابه الرسمي على "تويتر" عن العماد جوزاف عون قوله: "يبدو أن الوضع يزداد سوءا، والأمور آيلة إلى التصعيد لأننا أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم".
وأضاف: "الجميع يعلم أن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي لا تزال فاعلة. الجيش هو الرادع للفوضى. ما نعيشه اليوم هو أزمة مرحلية وستمر".
وقال قائد الجيش مخاطباً تجمعاً عسكرياً: "مسؤوليتنا كبيرة في هذه المرحلة، ومطلوب منا المحافظة على أمن الوطن واستقراره ومنع حصول الفوضى".
مواجهات مع محتجين في طرابلس
يأتي هذا فيما أفاد الجيش اللبناني اليوم بإصابة 10 عسكريين بعد تعرضهم للرشق بالحجارة في منطقة جبل محسن بطرابلس خلال مواجهات مع محتجين، في حين أصيب خمسة عسكريين نتيجة إلقاء قنبلة يدوية باتجاههم في المنطقة ذاتها.
وأقدم المحتجون على قطع طريق في المنطقة احتجاجاً على الأوضاع السياسية والاقتصادية، قبل أن يعمل الجيش على إعادة فتحها.
الأمم المتحدة تأسف لعدم تشكيل حكومة
وفي سياق آخر، أبدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، اليوم الجمعة، أسفها الشديد لعدم قدرة القادة اللبنانيين على التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة، بعد اعتذار سعد الحريري عن تأليفها أمس الخميس.
وقالت فرونتسكا في بيان، إن تشكيل حكومة لبنانية جديدة "أمر مطلوب بشكل عاجل لمواجهة التحديات العديدة التي تواجهها البلاد".
ودعت المنسقة الأممية إلى "التحرك سريعاً لضمان تكليف رئيس وزراء جديد بما يتماشى مع الاستحقاقات الدستورية".
كما حثت على تشكيل حكومة "قادرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي قبيل إجراء الانتخابات في 2022، التي يجب أن تتسم بالحرية والنزاهة".
وأشارت إلى أن لبنان يواجه "أزمة غير مسبوقة"، وقالت إنه "رغم أن الأمل ما زال موجوداً، لم تعد هناك فسحة من الوقت لإضاعتها".
ودعت فرونتسكا أيضاً إلى تحرك عاجل من أجل المصلحة الوطنية للاستجابة لاحتياجات ومطالب الشعب الذي قالت إنه "يدفع الثمن الأكبر لتلك الأزمة".
كما أكدت المنسقة الخاصة في البيان أن الأمم المتحدة ستظل إلى جانب لبنان خلال هذه المرحلة التي وصفتها بـ"الصعبة".
الاتحاد الأوروبي: على القادة اللبنانيين حل الأزمة
بدوره، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي يشعر "بأسف عميق" لقرار الحريري الاعتذار عن تشكيل الحكومة وإبقاء البلاد في طريق مسدود.
وقال بوريل في بيان "يشعر الاتحاد الأوروبي بأسف عميق للمأزق السياسي المستمر في البلاد وعدم إحراز تقدم في تنفيذ إصلاحات عاجلة".
ويستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على قادة سياسيين محددين يعتبرهم مسؤولين عن وصول الوضع إلى طريق مسدود في البلاد، في نهاية يوليو.
وحصل توافق سياسي بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل الاثنين للتحضير لهذه العقوبات.
وقال بوريل: "منذ عام تقريباً لا توجد في لبنان حكومة قادرة على العمل، ما أدى إلى أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة يعاني الشعب اللبناني من عواقبها المأساوية".
وأضاف: "تقع على عاتق القادة اللبنانيين مسؤولية حل الأزمة الداخلية الحالية التي تسببوا فيها هم أنفسهم"، مؤكداً أن "لبنان بحاجة إلى حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية والحكم والتحضير لانتخابات 2022 التي يجب إجراؤها في موعدها المحدد".
بريطانيا: اعتذار الحريري انتكاسة
بدوره، قال جيمس كليفرلي، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة يمثل "انتكاسة" أخرى للشعب اللبناني.
وأضاف كليفرلي عبر "تويتر" أن على زعماء لبنان أن "يتحركوا الآن، وأن يشكلوا حكومة جديدة، وأن ينفذوا الإصلاحات التي وعدوا بها".