تكرار التهاب مجاري البول
* عمري 34 سنة، ولديّ التهاب في مجاري البول لمدة سنتين رغم تناول مضادات حيوية عدة، دون تحسن.
محمد مختار – بريد إلكتروني
– هذا ملخص رسالتك. وبداية؛ لاحظ أن التهاب المسالك البولية هو عدوى تصيب أي جزء من الجهاز البولي: الكلى والحالبان والمثانة والإحليل. ولكن معظم الالتهابات تشمل «الجزء السفلي» من المسالك البولية (المثانة والإحليل). وعادة ما يعالج الأطباء التهابات المسالك البولية بالمضادات الحيوية، ويمكن اتباع بعض الخطوات لتقليل احتمالات الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
أيضاً لاحظ معي أن تكرار تعاقب المعاناة من أعراض التهاب مجاري البول في فترات، وزوالها في فترات أخرى؛ يكون إما نتيجة «عودة العدوى»، وإما «انتكاس معالجة العدوى الأصلية»، أو «استمرار العدوى الأصلية».
و«عودة العدوى» تكون نتيجة الإصابة بميكروبات مختلفة عن تلك التي كانت في النوبة السابقة من التهاب المسالك البولية. ويشير بعض المصادر الطبية إلى أن هذا هو السبب الغالب في حالات تكرار وتعاقب المعاناة من أعراض التهاب مجاري البول. وقد يكون السبب في تكرار العدوى: عدم اتباع وسائل الوقاية من تكرار حدوث التهابات المسالك البولية، أو وجود مشكلة صحية في أحد أجزاء الجهاز البولي، مما يجعل من السهل تكرار حدوث الالتهاب الميكروبي.
وفي حالات «انتكاس» معالجة العدوى الأصلية، يحدث تكرار الإصابة بالتهاب مجاري البول بالميكروبات الأصلية التي تسببت في المشكلة في المرة السابقة. وغالباً ما تظهر أعراض «انتكاس» معالجة العدوى الأصلية خلال فترة ما بين أسبوعين و4 أسابيع من زوال الأعراض أو تخفيف حدتها وشدتها. وأسباب ذلك إما عدم تناول العلاج بطريقة صحيحة مع اتخاذ وسائل الوقاية وتسهيل نجاح المعالجة، وإما أن نوعية المضادات الحيوية لم تكن في الأصل ذات قدرة كافية على القضاء على الميكروبات.
أما حالات «استمرار العدوى الأصلية»، فتكون نتيجة إما عدم انتقاء المضادات الحيوية الملائمة للتغلب على الميكروب، وإما أن ثمة مشكلة صحية في أحد أجزاء مجاري البول تحتضن بؤرة الميكروبات، وبالتالي تُضعف قدرة المضادات الحيوية الملائمة على اختراق أماكن تكاثر الميكروبات.
ولذا تلاحظ مما تقدم وجود 6 عناصر مهمة لنجاح معالجة التهاب المسالك البولية ومنع تكرار حدوثه؛ هي:
– النجاح في عزل الميكروبات التي تتسبب بالعدوى.
– النجاح في معرفة المضادات الحيوية التي لديها قدرة فعلية على القضاء على تلك الميكروبات التي جرى عزلها.
– تناول المضادات الحيوية وفق توجيه الطبيب من نواحي كمية الجرعة والتوقيت والمدة الزمنية.
– اتباع وسائل الوقاية من تكرار العدوى أو فشل المعالجة، وهي التي يذكرها الطبيب، كشرب كميات كافية من الماء، والمبادرة إلى التبول عند الشعور بالرغبة في ذلك… وغيرهما.
– التأكد من عدم وجود أمراض في أحد أجزاء الجهاز البولي (مثل المثانة والبروستاتا) تتسبب إما في فشل المعالجة وإما في تكرار عودة العدوى.
– الاهتمام بالجوانب التي تتعلق بمناعة الجسم، كضبط حالة مرض السكري والتغذية وغيره.
وهذه الجوانب جميعها تناقَش مع الطبيب المعالج، مع الحرص على المتابعة لديه وإجراء الفحوصات المتدرجة لمعرفة أسباب تكرار واستمرار المعاناة من التهاب المسالك البولية طوال الفترة التي ذكرت. وذلك مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو التصوير المقطعي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي. وخلالها، قد يستخدم الطبيب أيضاً صبغة لإظهار بنية الجهاز البولي. كما قد يُجري الطبيب، خصوصاً في حالات التهاب المسالك البولية المتكرر، تنظير المثانة باستخدام أنبوب طويل ورفيع مزود بعدسة (منظار المثانة) لرؤية الإحليل والمثانة من الداخل.
وتأكد أنه بالإمكان القضاء على مثل هذه النوعية من الالتهاب الميكروبية في الجسم، ولكن الأمر يحتاج إلى متابعة مع الطبيب المختص، والاهتمام من المريض بجوانب عدة في معالجة الحالة لديه.
تقييم عجز القلب
• بعد التدقيق في نتيجة الأشعة الصوتية للقلب؛ ما تقييم حالة عجز القلب لديّ؟
إيهاب م. – بريد إلكتروني
– هذا ملخص أسئلتك التي أرفقت معها نتيجة تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية (الإيكو). والذي لم يتضح لي من خلاله مقدار العمر، وسبب إجراء «الإيكو»، والأعراض التي قد تكون تشكو منها، وما الأمراض المرافقة (كمرض السكري أو ضغط الدم أو أمراض المفاصل أو الرئة أو الكبد… وغيرها). كما لم يتضح لي ما الأدوية التي تتناولها، وما نتيجة رسم تخطيط القلب، وهل سبق لك إجراء أي عملية أو قسطرة لشرايين القلب… وكثير من المعلومات الطبية الأساسية والمهمة التي من خلالها يجري تقييم حالة عجز القلب.
ومع ذلك؛ يمكنني أن أوضح لك بعض المعطيات في نتيجة «الإيكو» لديك. تقرير «الإيكو» يشير إلى أن ثمة تضخماً في حجم البطين الأيسر والأذين الأيسر بدرجة بسيطة. وأن قوة انقباض البطين الأيسر (الحُجرة القلبية الأهم في تقييم قوة انقباض القلب لضخ الدم) ضعيفة بدرجة بسيطة. وتحديداً نسبة الضخ هي 44 في المائة. ولاحظ أن الطبيعي في نسبة الضخ هو نحو 60 في المائة. وعندما تكون بين 55 و40 في المائة يكون الضعف بسيطاً. وما بين أقل من 40 إلى 30 في المائة يكون الضعف متوسطاً، وما أقل من ذلك هو ضعف شديد في قوة ضخ القلب للدم.
ولأن التقرير يشير إلى أن ذلك الضعف ليس في جميع أجزاء عضلة القلب، بل في مناطق منه دون أخرى، فإن ثمة احتمالاً لوجود مرض في شرايين القلب تسبب في هذا الضعف البسيط؛ مما يتطلب الكشف عن حالة الشرايين، بالقسطرة أو وسائل تقييم أخرى. وإذا ما كان ثمة أي تضيّقات في الشرايين، وجرت معالجتها، فغالباً ما تعود قوة القلب إلى حالتها الطبيعية، لا سيما أن بقية نتائج أجزاء القلب الأخرى ليس فيها تدهور في العمل بدرجة مؤثرة. وتحديداً: البطين الأيمن طبيعي من ناحيتي الحجم والقوة. وكذلك بالنسبة للصمامات، ثمة تسريب طفيف في الصمام المايترالي والصمام الثلاثي، وبقية الصمامات تعمل بكفاءة.
ولذا؛ فإنه بالنسبة لتقييم العجز في حالتك، فإن المعطيات غير مكتملة، وقد يرى طبيبك ضرورة إجراء القسطرة. ووفق نتائج القسطرة، وأيضاً وفق تقييم قدرات لياقتك البدنية في أداء المجهود البدني من خلال نتيجة اختبار جهد القلب، وكذلك وفق نتيجة تقييم إيقاع نبض القلب لديك ومدى انتظامه، وجوانب إكلينيكية أخرى، يُمكن للطبيب إفادتك بما طلبته من تقييم.