أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تصديا أمس (الأربعاء) لهجمات حوثية مكثفة في جبهات محافظتي البيضاء ومأرب بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، وأن المواجهات أدت إلى مقتل وجرح وأسر العشرات من عناصر الميليشيات المدعومة من إيران.
وضمن مساعي الجماعة الانقلابية لتوسيع رقعة المواجهات ومحاولة الالتفاف على مأرب استقدمت المئات من عناصرها ودفعت بهم إلى مديرية ناطع شرق محافظة البيضاء في محاولة للتوغل إلى محافظة شبوة، غير أن القوات الحكومية تصدت للهجوم، وفق مصادر ميدانية.
وقالت مصادر ميدانية إن الميليشيات شنت هجومين من محورين في مديرية ناطع وصولا إلى منطقة «الجريبات – آل عواض» في حين رد الجيش الوطني على الهجمات واستعاد عددا من المواقع وأسر نحو 12 حوثيا.
وكانت قوات الجيش اليمني حررت مناطق مديرية ناطع ومديرية نعمان في 2018 وصولا إلى حدود مديرية الملاجم في منطقة فضحة.
إلى ذلك أفادت المصادر بأن قوات الجيش وجهت ضربات موجعة للميليشيات في مديريات جنوب مأرب وغربها، حيث دمرت المدفعية في جبهة صرواح غربا مركزا حوثيا للاتصالات والتحكم بالطيران المسير، في حين تتواصل المعارك جنوبا باتجاه مديرية ماهلية انطلاقا من مديرية رحبة المحررة.
في غضون ذلك توعد وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي وقادة الجيش باستمرار المعارك في مواجهة الميليشيات الحوثية خلال زيارات لهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات مأرب.
ونقل الإعلام العسكري عن المقدشي أنه «أشاد بالمعنويات والكفاءة القتالية العالية التي يتمتع بها عناصر القوات المسلحة ورجال المقاومة وما يحملونه من إصرار وعزيمة صلبة للقيام بواجباتهم الوطنية دفاعا عن الثورة والجمهورية والثوابت الراسخة والتصدي للميليشيات الحوثية والمخططات التمددية الفارسية».
بحسب الموقع الرسمي للجيش أكد المقدشي أن «القوات المسلحة المسنودة بدعم ورعاية القيادة والتفاف وثقة الشعب ستظل ملتزمة بالعهد والقسم وماضية نحو تحرير واستعادة كل تراب الوطن وتحقيق كامل الأهداف المنشودة التي يتوق إليها اليمنيون وصولاً إلى المستقبل الآمن والسلام الدائم المستند إلى المرجعيات الجمهورية».
وأضاف أن «صلابة وإخلاص الأبطال وصدق ولائهم ستفشل كل الأطماع الفارسية وعليها يقع الرهان في دفن مخططات ميليشيا الإرهاب وداعمتها الإيرانية التي رمت بكل قدراتها وقواتها وتجاربها في المعارك الأخيرة متوهمة بأن طريق التمدد ستكون سهلة غير واعية بأن الأبطال يقفون لها بالمرصاد وأن الشعب اليمني بات أكثر تمسكا بجمهوريته وهويته وثوابته».
في السياق نفسه، أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني استهداف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مدرسة الثورة في جبل مراد جنوب محافظة مأرب بصاروخ باليستي.
وأوضح الإرياني أن استهداف ميليشيا الحوثي للمدرسة استمرار لمسلسل تدمير البنية التحتية من مدارس ومعاهد وجامعات ومراكز صحية وطرق وجسور في مختلف المحافظات اليمنية.
وقال «ما تقوم به ميليشيا الحوثي الإرهابية من استهداف ممنهج للقرى ومنازل المواطنين والبنى التحتية في مديريات محافظة مأرب، هي أعمال انتقامية بعد فشلها في تحقيق أي إنجاز عسكري، والهزائم النكراء التي منيت بها مؤخرا في جبهات المديرية على أيدي أبطال الجيش والمقاومة وقبيلة مراد».
ودعا الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي لإدانة هذا الاستهداف الحوثي الممنهج للأعيان المدنية والبنى التحتية بأسلحة إيرانية في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، والعمل على إدراج ميليشيا الحوثي وقيادتها ضمن قوائم الإرهاب الدولية، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
ومنذ فبراير (شباط) الماضي تشن الميليشيات الحوثية هجمات برية متواصلة باتجاه مأرب وهي المحافظة الغنية بالنفط والغاز في مسعى للسيطرة عليها بالتزامن مع قصف جوي بالصواريخ والطائرات المسيرة، غير أنها لم تحقق أي تقدم.
وأخيرا أطلق الجيش الوطني والمقاومة القبلية جنوب المحافظة عملية واسعة بإسناد من تحالف دعم الشرعية وهو ما أجبر الميليشيات على الاندحار من مديرية رحبة، على أمل أن يواصل الجيش تقدمه إلى تخوم محافظة البيضاء من الجهة الشمالية.