أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، أن موسكو تتخذ موقفاً متساوياً بشأن الخلافات بين إثيوبيا والسودان ومصر حول سد النهضة.
وقالت زخاروفا اليوم الخميس إن روسيا تدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ "نهج مسؤول" لحل النزاع المائي وإنها اتخذت في الثامن من يوليو الحالي "موقفاً متساوياً فيما يتعلق بالخلافات بين الدول الثلاث بشأن ملء وتشغيل مجمع الطاقة الكهرومائية"، وفق "سبوتنيك".
كما أضافت: "تعتقد وزارة الخارجية الروسية أنه يجب السعي إلى حل يأخذ بعين الاعتبار المفاوضات الثلاثية برعاية الاتحاد الأفريقي"، لافتة: "نرى ضرورة ملحة لمواصلة المشاورات بين الطرفين بعد المرحلة الثانية لملء خزان السد، بما في ذلك مراعاة الاستعداد الذي أعرب عنه الجانب الإثيوبي لمثل هذه المشاورات".
إلى ذلك أوضحت: "نأمل في تحقيق نتيجة سريعة تعود بالنفع المتبادل بروح أهم مبدأ: المشاكل أفريقية – الحلول أفريقية".
اكتمال الملء الثاني
يذكر أن وزير المياه والري والطاقة في إثيوبيا، سيليشي بيكيلي، كان أعلن الاثنين أن بلاده أكملت مرحلة الملء الثاني لسد النهضة الضخم الذي تبنيه على النيل الأزرق وأن السد يمكن أن يبدأ في توليد الكهرباء خلال الشهور القليلة المقبلة. وقد أثارت هذه الخطوة غضب مصر والسودان بالفعل.
وكتب بيكيلي على تويتر: "اكتمل الملء الثاني لسد النهضة والمياه تتدفق"، مضيفاً أن "المنعطف التالي في بناء سد النهضة العظيم هو تحقيق التوليد المبكر للكهرباء في الشهور القليلة المقبلة".
رفض الإجراءات الأحادية
بدورها قالت وزارة الري والموارد المائية السودانية في بيان إنها تجدد "رفض السودان للإجراءات الأحادية الجانب من الجارة إثيوبيا وسياسات فرض الأمر الواقع وتجاهل المصالح المشروعة والمخاوف الجدية لشركائها في النهر". وحثت الخرطوم إثيوبيا على "مواصلة التفاوض للتوصل لاتفاق قانوني ملزم وشامل يحافظ على مصالح كل الأطراف".
يشار إلى أن إثيوبيا تقول إن السد الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار ضروري للتنمية الاقتصادية وتوفير الكهرباء. غير أن السد أثار المخاوف من نقص المياه والسلامة في مصر والسودان اللذين يعتمدان أيضاً على مياه النيل.
خطر جسيم
والشهر الماضي ذكرت مصر أنها تلقت إخطاراً رسمياً من إثيوبيا بأنها بدأت ملء خزان السد للمرة الثانية وأكدت القاهرة أنها ترفض بشكل قاطع هذه الخطوة.
وترى مصر أن السد يمثل خطراً جسيماً على إمداداتها من مياه النيل التي تعتمد عليها بالكامل تقريباً. كما أبدى السودان قلقه من مدى سلامة السد وأثره على السدود ومحطات المياه لديه.
إلى ذلك لم تحقق جهود دبلوماسية مستمرة منذ فترة طويلة نجاحاً في تسوية النزاع بين أديس أبابا وكل من القاهرة والخرطوم.