وافق مجلس الأمن الدولي، الجمعة، على إعلان بالإجماع يدعو إلى تسوية النزاع القبرصي "على أساس نظام فيدرالي بمجتمعين ومنطقتين مع مساواة سياسية"، ودان "الأفعال الأحادية الجانب" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب دبلوماسيين.
ودان أعضاء المجلس "إعلان الزعماء الأتراك والقبارصة الأتراك في قبرص في 20 تموز/يوليو 2021 بشأن إعادة فتح جزء من منطقة فاروشا المغلقة، وأعرب مجلس الأمن عن أسفه العميق لهذه الإجراءات الأحادية الجانب التي تتعارض مع قراراته وتصريحاته السابقة"، كما جاء في النص المعتمد الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه والذي يفترض تبنيه رسميا خلال اليوم.
كما دان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في وقت سابق اليوم الجمعة، تصريحات الرئيس التركي بشأن منطقة فاروشا في قبرص تثير التوترات. وقال إن اقتراح أردوغان بشأن حل الدولتين في الجزيرة ليس مطروحا للنقاش.
وكان أردوغان قال خلال كلمة ألقاها في شمال نيقوسيا الثلاثاء الماضي، إنه "لا يمكن إحراز تقدم في المفاوضات من دون التسليم بوجود شعبين ودولتين" في الجزيرة المقسّمة منذ غزو الجيش التركي لثلثها الشمالي عام 1974.
وشدد خلال زيارة لشمال قبرص الواقعة تحت السيطرة التركية، على أن "الحياة ستُستأنف" في فاروشا، التي فرّ سكانها عام 1974 وحاصرها الجيش التركي بالأسلاك الشائكة.
واشنطن ترفض اقتراح أردوغان
كما جدد دعوته المالكين القبارصة اليونانيين إلى المطالبة، عبر لجنة قبرصية تركية، بتعويض عن خسارة ممتلكاتهم.
وكانت المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند، قد أكدت الأربعاء الماضي، أن الولايات المتحدة ترفض اقتراح أردوغان بإقامة دولتين في قبرص.
يذكر أن قبرص مقسّمة منذ غزو الجيش التركي لثلثها الشمالي عام 1974. وانضمّت جمهورية قبرص عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي الذي تنحصر مكتسباته بالشطر الجنوبي من الجزيرة حيث يقطن قبارصة يونانيون وتحكمه سلطة هي الوحيدة المعترف بها في الأمم المتحدة. أما في الشمال، فلا تعترف سوى أنقرة بـ"جمهوريّة شمال قبرص التركيّة".