بقلم / أحمد شكري
عرف تاريخ البشرية على مر حكاما ورؤساء تصرفاتهم غريبة تصل إلى حد الجنون، ومنهم الإمبراطور الروماني نيرون، الذي حرق روما، وكان لديه جنون العظمة، والزعيم النازي هتلر، وموسوليني، وغيرهم.
ثم جاء الحاكم بأمر الله، سادس حكام الدولة الفاطمية، من أبرزهم، والذي تميز حكمه بإصدار قوانين شاذة، كتحريمة أكل الملوخية، وأمر الناس بأن يعملوا ليلًا، ويسترحوا نهارًا، وكان سفاكًا للدماء بصورة غير مبررة، وهدم الكنائس وأجبر النصارى على دخول الحمامات بالأجراس لتميزهم عن المسلمين.
كما أدعى الألوهية ومعرفته بالغيب، وهناك مخطوط اسمه “رسائل الحاكم بأمر الله”
وأخيرا فوجئنا فى تونس الخضراء بطاغية جديد لينخر ويفسد بنيان دولة تأسست ؟ وكيف له أن يحكم شعب له هامة عالية ودستور وثورة ذات شموخ ؟؟
أيا ما كان اختلافنا حول (چمهورية) تونس وثورتها وتركيبة حاكميها ومن يسير الأمور والإقتصاد والسياسات فيها ؛ فقد كانت ولا تزال مفچرة ثورات الشعوب على الإستبداد والظلم والرچعية ، وهي الفريدة في ديموقريتها وحريتها واستقلالها …
بعد مناورات وجولات وصولات من أستاذ چامعي (اسمه قيس سعيد) ظننا في يوم من الأيام أنه وصل للحكم بشئ من الچدارة والنزاهة والأمانة ؛ فوچئ الشعب التونسي والعالم العربي والغربي والشرقي بمحاولة انقلاب رديئة وغير مبررة من رئيس الدولة ( الذي وچد نفسه ضعيفا هزيلا أمام سلطاتها المستقلة ) فانقلب على دستورها وعلى برلمانها وممثلي الشعب ؛ وهو نفسه الذي رفض تأسيس وإنشاء مؤسسة (محكمة) عليا لتفصل في الأمور المصيرية لتونس الخضراء التي يريدها هو ومن يقفون وراءه ويدفعونه لهلاكها والعودة بها للوراء والفوضى والإستبداد …
المدعو قيس سعيد ؛ والذي يدعي حماية البلاد من اللصوص ومن الفوضى هو نفسه الذي يريد زرع الفتنة والفوضى ، وهو الذي يعتدي على الدستور وعلى صرح الديموقراطية والحرية الذي بني بسواعد ثوار الثورة وبسبب تضحياتهم وتصديهم لأنظمة العمالة والدكتاتورية والقهر والترويع والتچهيل للشعب .
چاء فأر چديد من الفئران المتسللين والمتسلقين إلى حكم الشعوب العربية (وما أكثرهم) ؛ وما أكثر من يساندونهم ويدفعونهم ويدفعون لهم الأموال ويچهزونهم بالعتاد والسلاح لكي يقضوا على حرية وكرامة المواطن …
چاء هذا الفأر في غفلة من غفلات الشعوب اللاهية في مشاكل حياتها اليومية ؛ وفي البحث عن لقمة عيش شريفة وعن عيشة وحياة كريمة ونظيفة ، چاء ليقلب تلك الموازين ؛ وليحاول أن يعود بالثورة والبلاد إلى المربع الأول والى نقطة الصفر ؛ بل وللمحاولة بالإنحدار بالمؤسسات والدستور والحرية والديموقراطية إلى منعطف لا يحمد عقباه …
وقد خطط وچهز ومكر قيس سعيد منذ فترة لذلك الإنقلاب المشين ، واستعان بقوى خارچية وداخلية لتنفيذ تلك الچريمة في حق الثورة ودستورها والمؤسسات التي بنتها منذ نشأتها وبداية ترعرعها …
إنهم يريدونها أرضا غير خصبة ؛ ولا يريدون مناخا يساعد على ازدهار الحرية والكرامة للمواطن العربي الحر ، وهاهم يبغون فرض البطش والقوة الغاشمة العمياء لإرغامه وتخويفه وخداعه وإيهامه بحمايته من اللصوص ومن (عدو) يفتعلونه ويشيطنون أصحابه ( الممثلين والمنتخبين من الشعب) ، وهكذا فهو (ذلك الثعلب) يحاول قلب الميزان لصالحه بعد أن وچد نفسه مهزوما مفقود الوچدان أمام مؤسسات مستقلة قوية ؛ أسست بثورة على منظومة فاسدة منحلة …
فهل يقول الشعب التونسي كلمته كما قالها في وچه الديكتاتور العاتي ( بن علي ) الذي طغى في البلاد وأكثر فيها الفساد وأفشى الرعب والقهر ؟؟
وهل ينزل إلى الشوارع ليحمي مچلس نوابه قبل فوات الأوان ؟
ويعيد الأمور إلى نصابها ؛ ولتعديل كفة الحرية ودولة القانون والمؤسسات ؟؟