كشف النائب الأعلى المكلّف للرئيس للمالية والاستراتيجية والتطوير في أرامكو السعودية زياد المرشد، عن أسباب الارتفاع القوي لأرباح الشركة في الربع الثاني.
وأوضح المرشد في مقابلة خاصة مع قناة "العربية" أن أرامكو تحمل أعلى تصنيف مستقل بين جميع شركات النفط العالمية التي تصنفها وكالة فيتش.
كما شدد المرشد على أن نسبة الدين لدى الشركة لا تزال منخفضة مقارنة بالشركات الكبرى على الرغم من ارتفاع اقتراض الشركة مؤخرا.
وتحدث النائب الأعلى المكلّف للرئيس للمالية والاستراتيجية والتطوير في أرامكو عن أثر برنامج "شريك" على أعمال الشركة.
تميّز الأرباح
وحول ما يميز النتائج النصف سنوية والربع الثاني لهذا العام، قال المرشد إن صافي دخل أرامكو السعودية بلغ 95.5 مليار ريال في الربع الثاني من عام 2021، مقارنة مع 24.6 مليار ريال في الربع الثاني من عام 2020.
وأضاف أنه برغم خفض الإنتاج، فقد بلغ صافي الدخل 177 مليار ريال للنصف الأول من عام 2021، وهو أكثر من الضعف مقارنة مع 87.1 مليار ريال في النصف الأول في عام 2020.
واعتبر أن الزيادة في الفترتين ناتجة عن ارتفاع أسعار النفط الخام، وتحسين هوامش أرباح أعمال التكرير والكيميائيات، وتوحيد نتائج أعمال سابك ضمن نتائج مجموعة أرامكو.
وبشأن وجهة النظر حيال، تقييم فيتش الذي عدّل نظرته للشركة من سلبية إلى مستقرة، قال المرشد إن تعديل فيتش لنظرتها لتصنيف أرامكو السعودية من "سلبية" إلى "مستقرة" يأتي بعد تغيير فيتش الأخير في النظرة على المستوى السيادي للمملكة.
وذكر أن أرامكو السعودية تمتلك أعلى تصنيف مستقل بين جميع شركات النفط العالمية التي تصنفها وكالة فيتش. وتُصدر وكالة فيتش تصنيفًا على المستوى الوطني يتضمن ترتيبًا لمدى الجدارة الائتمانية للمُصدّرين داخل بلد معين.
وقال إنه "لا شك أن المركز المالي القوي لأرامكو السعودية، وربحيتها ونطاق أعمالها الضخم، جميعها تضع أرامكو السعودية على رأس تصنيف فيتش على المستوى الوطني".
وأوضح المرشد أن نسبة الدين لدى أرامكو ما زالت منخفضة مقارنة بالشركات الكبرى، بفضل أن لديها وضعا ممتازا للتدفقات النقدية الحرة، ومركزا ماليا قويا وأولويات واضحة للنقد.
وأشار إلى أن المرونة في النفقات الرأسمالية وتكلفة الإنتاج المنخفضة لدينا تُسهم في تخفيف الضغط على التدفقات النقدية الحرة، مع مواصلة السعي لتنويع مصادر التمويل، وسعدنا كثيرًا بالتفاعل الإيجابي الذي شهدناه تجاه طرح الشركة أول صكوكها الإسلامية الدوليّة بالدولار الأميركي، وهذا ساعدنا على تنويع مصادر التمويل وتوسيع قاعدة المستثمرين بزيادة تقريبًا 100 من كبار المستثمرين الذين يبحثون عن أدوات مالية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وقال إن أرامكو تمكنت في يونيو 2021، من جمع ما يقرب من 22.5 مليار ريال من خلال إصدار صكوك بالدولار الأميركي، وستُستخدَم عائدات الإصدار لتنفيذ أغراض عامة في الشركة، وهذا يعزز مركزنا المالي ويوفر مرونة على المدى القريب في حال ظهرت فرص استراتيجية إضافية.
وقد تبنّت الشركة إطار تمويل واضح من ثلاثة محاور الأول الإنضباط، للحفاظ على ملاءة الاقتراض خلال تقلبات السوق، والثاني المرونة، والتي تتحقق عبر تنويع مصادر التمويل وتوسيع قاعدة المستثمرين، وثالثا الكفاءة، والتي تتحقق من خلال تقليل تكلفة التمويل في محفظة الأعمال لكافة المجموعة.
وبطبيعة الحال، بحسب المرشد يبقى هدف الشركة هو الحفاظ على هيكل رأسمالي مثالي، وقاعدة مستثمرين كبيرة ومتنوعة، ومركز مالي قوي، وأرصدة نقدية وفيرة، وتصنيف ائتماني مرتفع.
واعتبر المرشد أن توزيعات الأرباح تظل ضمن أولويات أرامكو، ولذلك فإن تركيزنا على تحقيق نمو مستدام في التدفقات النقدية الحرة يعزز من القدرة على توزيع أرباح عبر ظروف السوق المختلفة ودورات أسعار النفط الخام، كما أن نسبة الدين لدى أرامكو ما زالت منخفضة مقارنة بالشركات الكبرى، وأرامكو تتمتع بمركز مالي قوي جدا، وقد أعلنت الشركة عن توزيعات أرباح للمساهمين بقيمة 70.3 مليار ريال عن الربع الثاني.
كما تحدث النائب الأعلى المكلّف للرئيس للمالية والاستراتيجية والتطوير في أرامكو عن أثر برنامج "شريك" على أعمال الشركة، موضحاً أن الأثر المتوقع أن يحققه برنامج شريك في المملكة هو تسهيّل بيئة ممارسة الأعمال التجارية وحوافز الاستثمار وبالتالي زيادة فرص المشاريع والأعمال المقدمة من القطاع الخاص، وتعزيز النمو في قطاعات جديدة، وتسريع الابتكار وتطوير التقنية، معتبرا أن هذه العناصر لن تزيد فقط من مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي بل ستولد فرص عمل كثيرة لشباب وشابات المملكة وتزيد من حجم اقتصاد المملكة وعمقه وتنوعه وتنافسيته. في الواقع البرنامج يسهم في بناء مكانة المملكة كوجهة عالمية لاستقطاب الأعمال والاستثمار.
ووصف برنامج شريك بأنه سيكون له أثر إيجابي على أعمال ارامكو السعودية، وعلى منظومة الأعمال المحيطة بها، فعلى سبيل المثال: سيساعد برنامج شريك أرامكو السعودية في الاستثمار في مشاريع مختلفة لزيادة التكامل في سلسلة المواد الهيدروكربونية، وإنتاج طاقة منخفضة الكربون، وسيساعدنا في برنامج (اكتفاء) لتعزيز سلسلة التوريد لدينا من خلال توسيع فرص القطاع الخاص السعودي، وتعزيز سلسلة التوريد لدينا والمحتوى المحلي مما يجعل أعمالنا أكثر كفاءة وموثوقية.
كما سيساعد برنامج "شريك" بحسب المرشد شركة أرامكو على الاستمرار في جذب شركاء عالميين لفرص الاستثمار المشترك، فهذه العناصر تولد فرصا جديدة وستدعم قدرة الشركة على تنفيذ خططها الاستراتيجية وخلق المزيد من القيمة للمساهمين بشكل عام.