اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الاثنين، الحكومة الإثيوبية في أديس أبابا بافتعال أزمة إنسانية بعد تكبدها خسائر ميدانية في الإقليم.
وشددت الجبهة في بيان لها، على أن الحكومة فرضت حصارا خانقا على الإقليم شمال البلاد أسفر عن تعليق عمل الخدمات العامة، وقطع التيار الكهربائي ونقص حاد في الوقود وتوقف خدمات الاتصالات والمصارف.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن القتال ترك 400 ألف شخص يعانون من أوضاع أشبه بالمجاعة.
وكانت السلطات الإثيوبية حذّرت، الجمعة، أنها قد تنشر "قدراتها الدفاعية الكاملة" بعد التقدم الذي أحرزه متمردو تيغراي في المناطق المجاورة وخصوصا في أمهرة.
حل سلمي للنزاع
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن الحكومة "تُدفع إلى تعبئة القدرة الدفاعية الكاملة للدولة ونشرها إذا بقيت مبادراتها الإنسانية لحل سلمي للنزاع بدون خطوات مماثلة من الطرف المقابل".
كما حذرت وزارة الخارجية الإثيوبية، الجمعة، من أن توغل قوات تيغراي في إقليمي أمهرة وعفار في الأسابيع الأخيرة "يختبر صبر الحكومة الفيدرالية، ويدفعها إلى تغيير توجهها الدفاعي الذي اتخذته من أجل إطلاق النار الإنساني المعلن من جانب واحد".
وقالت إن عمليات التوغل تسببت في نزوح نحو 300 ألف شخص، متهمة قوات تيغراي بمحاولة تقويض استقرار ثاني أكبر دول القارة الإفريقية من حيث عدد السكان.
ويستمر النزاع في إقليم تيغراي الإثيوبي منذ نوفمبر الماضي بعدما شن رئيس الوزراء أبيي أحمد عملية عسكرية ضد متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي.
فرار عشرات الآلاف للسودان
وبسبب القتال فر عشرات آلاف الإثيوبيين إلى السودان، وتؤكد الأمم المتحدة أن 400 ألف شخص يعانون المجاعة في الإقليم المضطرب.
وتأثرت علاقة الخرطوم وأديس أبابا بالخلاف حول منطقة الفشقة الزراعية الخصبة التي يعمل فيها مزارعون إثيوبيون ويؤكد السودان أنها تابعة له.
وقالت الخارجية السودانية، الأحد، إنها "رصدت تصريحات صدرت مؤخرا عن مسؤولين إثيوبيين كبار برفض مساعدة السودان في إنهاء النزاع الدموي المحتدم في إقليم تيغراي بدعاوى عدم حياده واحتلاله لأراض إثيوبية".
وأضافت أنه رفضا لهذه التصريحات "فقد استدعى السودان سفيره لدى إثيوبيا للتشاور".
كذلك، تختلف الدولتان منذ عام 2011 حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق أحد روافد نهر النيل.
وتتخوف دولتا المنبع مصر والسودان أن يؤثر السد على إمدادهما بالمياه.
معارك منذ نوفمبر
وتشهد تيغراي معارك منذ نوفمبر الماضي عندما أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد قواته لإطاحة جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم إقليميا والذي هيمن على الحياة السياسية قبل تولي أبي السلطة في 2018.
وأشار أبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، إلى أن الخطوة كانت للرد على هجمات نفّذها عناصر الحزب على معسكرات للجيش.
وبينما تعهّد أبي أن النصر سيكون سريعا، اتّخذت الحرب منحى مفاجئا في يونيو عندما استعادت قوات داعمة لجبهة تحرير شعب تيغراي عاصمة الإقليم ميكيلي فيما انسحب القسم الأكبر من الجيش الإثيوبي.
وتحرّكت جبهة تحرير شعب تيغراي مذاك شرقا باتّجاه عفر وجنوبا باتّجاه أمهرة.
وأثار تحرّك جبهة تحرير شعب تيغراي باتّجاه المناطق المجاورة موجة انتقادات دولية، فيما شددت الأمم المتحدة كما واشنطن على الدعوات لجميع الأطراف لإنهاء الأعمال القتالية.
في الأثناء، يحض قادة العالم الجبهة على الالتزام بوقف لإطلاق النار لتسهيل إيصال المساعدات إلى تيغراي.