كشف 3 مسؤولين أميركيين أن أميركا تتفاوض مع طالبان وتحاول الحصول على تأكيدات بأن الحركة لن تهاجم السفارة الأميركية في كابل حال سيطرة طالبان على حكومة البلاد.
وتسعى الجهود التي يقودها زلماي خليل زاد، كبير المبعوثين الأميركيين في المحادثات مع طالبان، إلى تفادي الإخلاء الكامل للسفارة وسط الاستيلاء السريع على المدن الأفغانية من قبل طالبان، وفقا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
والخميس، أعلنت وزارة الخارجية أنها سترسل إلى بلادها عددًا غير محدد من 1400 أميركي يتمركزون في السفارة، وتخفيض العدد إلى ما وصفه المتحدث باسم الوكالة نيد برايس، بأنه "الوجود الدبلوماسي الأساسي" في كابل.
كما حثت السفارة، الأميركيين الذين لا يعملون لدى الحكومة الأميركية على مغادرة أفغانستان على الفور على متن رحلات تجارية.
ووضع تقدم طالبان السفارات في كابل في حالة تأهب قصوى لمواجهة تصاعد أعمال العنف وأغلقت القنصليات والبعثات الدبلوماسية الأخرى في البلاد أبوابها.
ويحاول الدبلوماسيون الأميركيون الآن تحديد المدة التي قد يحتاجون فيها إلى إخلاء السفارة بالكامل إذا أثبتت طالبان أنها عازمة على التقدم.
ووصف خمسة مسؤولين حاليين وسابقين الحالة المزاجية داخل السفارة بأنها متوترة وقلقة بشكل متزايد. وأشار الدبلوماسيون في مقر وزارة الخارجية في واشنطن إلى شعور بالكآبة بسبب شبح إغلاقها، بعد ما يقرب من 20 عاما من استعادة مشاة البحرية الأميركية المبنى المحترق في ديسمبر 2001.
وأعاد العديد من الأشخاص إحياء مقارنة أراد الجميع تجنبها، وهي سقوط سايغون الفيتنامية في عام 1975 عندما تم إجلاء الأميركيين المتمركزين في السفارة الأميركية من على سطح أحد المنازل بواسطة مروحية.
ويأمل خليل زاد في إقناع قادة طالبان بأن السفارة يجب أن تظل مفتوحة وآمنة إذا كانت الحركة تأمل في تلقي مساعدات مالية أميركية ومساعدات أخرى كجزء من الحكومة الأفغانية المستقبلية. وقالت قيادة طالبان إنها تريد أن يُنظر إليها على أنها وكيل شرعي للبلاد، وتسعى إلى إقامة علاقات مع قوى عالمية أخرى بما في ذلك روسيا والصين، في محاولة لتلقي الدعم الاقتصادي.
وأكد مسؤولان جهود خليل زاد التي لم يتم الإعلان عنها من قبل. وقال مسؤول ثالث، الخميس، إن طالبان ستفقد أي شرعية، وبالتالي المساعدة الخارجية، إذا هاجمت كابل أو أسقطت الحكومة الأفغانية بالقوة.
كما حذرت حكومات أخرى طالبان من أنها لن تتلقى مساعدات إذا أسقطت الحكومة الأفغانية، بالنظر إلى الهياج الذي شنه مقاتلوها في جميع أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة.
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال الخميس، إن برلين لن تقدم أي دعم مالي لطالبان إذا حكمت أفغانستان في نهاية المطاف.
وقال المسؤولون أيضًا إن إدارة بايدن قلقة من أن إخلاء السفارة الأميركية يمكن أن يسرع من مغادرة البعثات الدبلوماسية الأخرى والدعم الدولي ويؤدي بدوره إلى انهيار الحكومة الأفغانية.