تعهد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الجمعة، "بعدم إدارة الظهر لأفغانستان" التي تواجه تقدم طالبان، داعياً الدول الغربية إلى العمل مع كابل، لتجنب "أن تصبح البلاد مجدداً تربة خصبة للإرهاب".
وأعلن جونسون، متحدثاً عبر قنوات التلفزة البريطانية إثر اجتماع أزمة حكومي، أن بلاده تعتزم "ممارسة الضغط" عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، مستبعداً حتى الآن فرضية "حل عسكري" لوقف سيطرة طالبان على البلاد.
وقال: "ما علينا القيام به الآن هو عدم إدارة الظهر لأفغانستان بل مواصلة العمل بوصفنا عضواً في مجلس الأمن الدولي مع شركائنا، لنتأكد من أن حكومة كابل لن تدع البلاد تصبح مجدداً تربة للإرهاب".
وأضاف: "سنستخدم وسائلنا للضغط الدبلوماسي والسياسي، وموازنة المساعدة الدولية لممارسة مزيد من الضغط. إن فكرة حل عسكري أو معارك ليست ما علينا تبنيه حالياً".
ومع تقدم طالبان المستمر في أفغانستان، أعلنت لندن مساء الخميس أنها سترسل في الأيام المقبلة نحو 600 جندي لإجلاء مواطنيها من البلاد. وبات مقاتلو طالبان يسيطرون على نصف العواصم الإقليمية الأفغانية التي سقطت في ثمانية أيام.
جاءت تصريحات جونسون بعدما كان وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، قد قال اليوم الجمعة، إنه قلق من أن تكون أفغانستان في طريقها لأن تصبح دولة فاشلة، وأرضاً خصبة لجماعات متطرفة، مثل تنظيم القاعدة، محذراً من عودة التنظيم.
وقال والاس لشبكة "سكاي" رداً على سؤال عن أفغانستان: "أنا قلق للغاية من أن تكون الدول الفاشلة تمثل أرضاً خصبة لأمثال هؤلاء.. القاعدة ستعود على الأرجح".
وفي مقابلة أخرى قال والاس إن بريطانيا قد تعود إلى أفغانستان إذا بدأت في إيواء تنظيم القاعدة على نحو يهدد الغرب.
وردا على سؤال بشأن إرسال بريطانيا قوات مجدداً إلى أفغانستان قال والاس لإذاعة "إل. بي. سي": "سأترك كافة الخيارات مطروحة. إذا كان لدي رسالة لطالبان من المرة السابقة فسوف تكون: إذا بدأتم في استضافة القاعدة ومهاجمة الغرب أو بلدان أخرى، فسوف نعود".
في سياق متصل، قال والاس في مقابلة مع الـ"بي. بي. سي" إن أفغانستان تتجه لحرب أهلية وعلى الغرب أن يفهم أن طالبان ليست كياناً واحداً، وإنما هي مسمى لعدد كبير من المصالح المتنافسة.
وأضاف: "اكتشفت بريطانيا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر أنها (أي أفغانستان) دولة يقودها أمراء الحرب وتقودها أقاليم وقبائل مختلفة، وما لم تكن حذراً جداً سينتهي بك الأمر إلى حرب أهلية، وأعتقد أننا نتجه نحو حرب أهلية".