بعد يوم من سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية دون قتال، بدت الحياة في مدينة كابل هادئة والحركة فيها طبيعية، والجميع يمارس نشاطاته بالذهاب إلى العمل.
وأظهرت مقاطع فيديو لمراسل "العربية" في كابل، انسيابية الحركة في شوارع المدينة، مع خلوها من وجود النساء وسيطرة الزي التقليدي المشابه لملابس الحركة، فيما غابت "الجينزات" والبدل الرسمية أو الملابس الحديثة عن المشهد.
كما أوضح المراسل، أن مسلحي الحركة، متواجدون في مناطق محددة من العاصمة الأفغانية، بينما لا وجود لهم في مناطق أخرى من كابل.
وخلال فترة حكم طالبان التي امتدت من عام 1996 إلى عام 2001، لم يكن يُسمح للرجال بقص لحاهم وفُرض النقاب على النساء.
وفي شارع تشيكن، أغلقت العشرات من متاجر السجاد والأشغال اليدوية والمجوهرات أبوابها، وكذلك المقاهي الصغيرة.
وقال شيرزاد كريم ستانكزاي وهو صاحب محل للسجاد والنسيج إنه قرر النوم داخل متجره المغلق لحماية بضاعته. وتابع "أنا في حالة صدمة شديدة. إن دخول طالبان أفزعني لكن تخلي (الرئيس أشرف) غني عنا في هذا الموقف هو الأسوأ"، وفق ما نقلته "رويترز".
وقال إنه لا يعلم من أين سيأتي زبائنه بعد الآن. وتابع "أعلم أنه لن يكون هناك أجانب، لن يأتي الأجانب إلى كابل بعد الآن".
دخول القصر الرئاسي.. وفرار أشرف غني
يشار إلى أنه في غضون عشرة أيّام، تمكّنت طالبان من السيطرة على كامل المناطق الأفغانيّة تقريباً وسيطرت على القصر الرئاسي في كابل، فيما أسرعت الدول الغربية لإجلاء مواطنيها الاثنين.
وفر الرئيس أشرف غني من البلاد الأحد مع دخول المسلحين المدينة قائلاً إنه آثر تجنب سفك الدماء، في حين تكدس مئات الأفغان بمطار كابل أملاً في مغادرة البلاد هربا من قبضة الحركة المتشددة.
وكانت الحركة شنت هجوماً واسع النطاق في أيّار/مايو، مع بدء الانسحاب الكامل للقوّات الأجنبيّة وخصوصاً الأميركية من البلاد، بعد عقدين على إزاحتها من الحكم من قبل ائتلاف بقيادة الولايات المتحدة إثر هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001.