اشتكت كل فرنسا وألمانيا من صعوبات تواجه إجلاء مواطنيهم في أفغانستان ومن صعوبة الوصول الى مطار كابل. واتهمت برلين حركة طالبان بإعاقة إجلاء أفغان من المطار.
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي اليوم الثلاثاء إن التحدي الرئيسي في إجلاء الفرنسيين والموظفين الأفغان الذين عملوا مع السلطات الفرنسية من أفغانستان هو صعوبة الوصول إلى مطار كابل.
تأتي تصريحات بارلي مع هبوط أول رحلة جوية من أفغانستان في مطار بباريس وعلى متنها 40 شخصا تم إجلاؤهم ومن بينهم فرنسيون وأفغان وآخرون من جنسيات أخرى.
وقالت بارلي للصحفيين "الوضع في مطار كابل لا يزال فوضويا للغاية والوصول إلى المطار صعب جدا". وأضافت أن فرنسا تعتمد على الجيش الأميركي في فرض الأمن بمطار كابل وأن رحلات الإجلاء الأخرى ستتوقف على توفير أماكن للهبوط.
وقالت إنه من السابق لأوانه الحديث عما إذا كانت فرنسا ستبقي على تمثيل دبلوماسي لها في كابل.
وما زالت السفارة الفرنسية تقوم بدورها رغم نقل مقرّها إلى مطار العاصمة الأفغانية حيث يدير السفير دافيد مارتينون وفريقه عمليات إجلاء آخر الرعايا الفرنسيين وكذلك الأفغان الذين عملوا لصالح فرنسا.
من جهتها، أعلنت الحكومة الألمانية الثلاثاء أن حركة طالبان التي استعادت السيطرة على أفغانستان تعيق وصول مواطنين أفغان إلى مطار كابول تمهيدا لإجلائهم.
وقالت وزارة الدفاع الألمانية في تقرير ، "في محيط مطار كابول، أقامت حركة طالبان نقاطا أمنية لضبط الوصول" إلى المطار.
وأوضحت الوزارة "من خلال تطويق المطار، تسمح طالبان للقوات الدولية بتسيير حركة جوية منظمة لإجلاء رعاياها. لكن في الوقت نفسه، إغلاق المطار يجعل إجلاء مواطنين أفغان أمراً صعباً".
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "ننسّق مع الولايات المتحدة خصوصاً، لكن أيضاً مع دول شريكة أخرى، لضمان تمكن القوى المحلية أيضاً من الوصول إلى المطار".
وقال في مؤتمر صحافي "بالنسبة الى هذه القوى، الوضع أخطر بكثير لأن ليس هناك أي ضمان للسماح لها بعبور نقاط تفتيش طالبان". ولفت إلى أن "البعض يتمكن مع ذلك من الوصول إلى المطار، لكننا نريد أن نضمن أن تكون رحلة القوى المحلية بين المدينة والمطار آمنة قدر الإمكان".
وفي وقت سابق الثلاثاء، اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن المسألة في الأيام المقبلة "ستكون معرفة عدد الأشخاص الذين سيتمكنون من الوصول إلى مطار كابول".
وتقدّر برلين عدد الأشخاص الذين عملوا لصالح القوات الألمانية وسفارتها في كابل وينبغي إجلاؤهم مع عائلاتهم، بحوالي 2500. يُضاف إلى هذا العدد بحسب برلين، حوالي ألفي ناشط حقوقي أو عضو في منظمات غير حكومية مرشحين أيضاً للإجلاء. مع عائلاتهم، سيصبح العدد 10 آلاف شخص.
لكن عمليات الإجلاء لا تزال فوضوية في هذه المرحلة. وقد غادرت طائرة عسكرية ألمانية كابول مع سبعة مواطنين أفغان على متنها فقط.
ووفق ماس، تمكنت طائرة ألمانية ثانية من الإقلاع الثلاثاء من كابول مع 125 شخصاً على متنها، بينهم أفغان.
ووعد ماس بأن "يسهل الجيش الألماني وصولنا وسنعمل جاهدين لضمان أن يكون مزيد من الأشخاص من كابول بأمان خلال النهار".