تعرض وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب خلال الأيام الماضية إلى موجة انتقادات، بعد أن تبين أنه أكمل إجازته على الرغم من التطورات الدراماتيكية التي كانت تحصل في العاصمة الأفغانية، حيث يتواجد مئات الجنود البريطانيين والمترجمين الأفغان المتعاونين معهم.
إلا أنه رفض الاستقالة بعد أن دعا حزب العمال رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى فصله لبقائه في عطلة رغم تقدم طالبان نحو كابل.
ودافع راب اليوم الجمعة عن رد فعله على سيطرة طالبان على أفغانستان، قائلا إن التغطية الإعلامية لأفعاله لم تكن دقيقة وإن الحكومة عملت بكل جهد لإجلاء المواطنين والراغبين في المغادرة.
إجازة بفندق فاخر
وفي التفاصيل، بحسب ما نقلت وسائل إعلام بريطانية اليوم، تابع راب إجازته مع عائلته بفندق خمس نجوم في جزيرة كريت، بينما كانت حركة طالبان تسجل مكاسب عديدة وتتقدم نحو العاصمة للسيطرة عليها، وذلك على الرغم من دعوات موظفين في الخارجية، لحثه على الاتصال بوزير الخارجية الأفغاني حنيف أتمار من أجل التنسيق بشأن نقل بعض الموظفين والمتعاونين من أفغانستان.
إلا أن الوزير البريطاني أبلغ المسؤولين الذين شددوا على عدم وجوب تفويض مثل تلك المكالمة وفي مثل هذه الظروف الاستثنائية إلى شخص أقل مرتبة، فقد برروا بأن راب مشغول وأن اللورد جولدسميث من ريتشموند بارك، سيتحدث مع الوزير الأفغاني بدلاً منه.
لكن الخارجية الأفغانية رفضت الأمر في حينه، وطلبت إرجاء المكالمة لليوم التالي.
حمام شمس
غير أن رياح المتغيرات كانت أسرع!.. فقد أوضح متحدث باسم الخارجية البريطانية لاحقا أن ترتيب مكالمة قبل انهيار الحكومة الأفغانية، تعثر لاحقا بسبب التطورات الميدانية المتسارعة في حينه.
لكنه أكد في الوقت عينه أن راب استمر في المشاركة في اجتماعات عدة ومكالمات رفيعة المستوى أثناء تواجده في الخارج.
إلا أن معلومات أكدت لصحيفة تلغراف أن الوزير رصد من قبل أحد المصطافين البريطانيين وهو يسترخي على أحد الشواطئ يوم الأحد، في اللحظات نفسها التي سقطت فيها العاصمة الأفغانية.
يذكر أنه منذ الأسبوع الماضي شهدت أفغانستان تطورات دراماتيكية، حيث سجلت طالبان مكاسب عدة، قبل أن تدخل العاصمة وتسيطر عليها، مع انهيار الحكومة والقوات الأمنية وفرارها تاركة العاصمة تحت سيطرة الحركة المتشددة.