بعد أن أعلنت حركة طالبان قبل أيام أنها تجري مشاورات جادة من أجل تقديم تصور لنظام الحكم في البلاد وتشكيل الحكومة الأفغانية، طفت إلى السطح أسئلة عدة حول شكل الحكم الذي ستختاره الحركة، التي سيطرت على العاصمة الأفغانية منتصف الشهر الجاري (أغسطس 2021).
وبحسب مصدر رسمي مقرب من الحركة وعلى اطلاع بمجريات المباحثات المتعلقة بتشكيل الحكومة، فقد أقرت طالبان اعتماد "الإمارة الإسلامية" كشكل للدولة الأفغانية، وسيكون زعيم حركة طالبان "هبة الله أخوند زاده" الأمير أو القائد الأعلى لتلك الإمارة.
مجلس شورى أو مجلس دولة
وفي التفاصيل، أوضح المصدر لـ"العربية.نت" أن مجلس شورى سيشكل، متضمناً عدداً من قادة وزعماء الحركة، كما سيعين نواباً للرئيس عددهم يتراوح بين 10 و20.
إلى ذلك، أضاف المتحدث أنه سيتم تعيين شخصية تتولى مهام رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية، وهو مَنْ سيدير الوزراء الذين سيتم تعيينهم، على أن يعين أيضا رؤساء للجان، كاللجنة المالية والسياسية والعسكرية.
كما أوضح أن مجلس الدولة هذا سيضم عدداً من قيادات الحركة الحالية، وربما من القيادات السابقين".
على نمط الحرس الثوري
وقال المصدر الأفغاني إن هناك مقترحاً لإنشاء مجلس خبراء، أغلبه من الأفغان "التكنوقراط" ممن عاشوا في الخارج، ومن تخصصات مختلفة يكون أشبه بالمجلس الاستشاري.
أما عن القوات العسكرية للجيش الأفغاني وقوات طالبان المسلحة، فرجح اعتماد سياسة دمج، على أن تحتفظ طالبان بفرق خاص بها منها "الكوماندوز"، بما يشبه نمط الحرس الثوري الإيراني.
اجتماعات .. وصورة لحقاني
يذكر أن حركة طالبان كانت اجتمعت يوم السبت الماضي في كابل لبحث تشكيل الحكومة.
ووصل الرجل الثاني في الحركة، عبدالغني برادر، إلى العاصمة الأفغانية بعدما أمضى يومين في قندهار، مقر طالبان السابق.
وقال قيادي كبير في الحركة لوكالة فرانس برس في حينه إن برادر الذي كان يرأس إلى الآن المكتب السياسي للحركة في قطر، حضر إلى كابل للقاء قادة وسياسيين، من أجل تشكيل "حكومة جامعة".
فيما شوهد قادة آخرون من طالبان في العاصمة في الأيام الماضية، بينهم خليل حقاني أحد أهم الإرهابيين المطلوبين في العالم من قبل الولايات المتحدة، التي وعدت بمكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل معلومات تسمح باعتقاله.
ونشرت وسائل للتواصل الاجتماعي مؤيدة لطالبان صوراً للقاء جمع حقاني وقلب الدين حكمتيار، الذي يُعتبر أحد أشرس أمراء الحرب في البلاد، لقصفه كابل خصوصا خلال الحرب الأهلية (1992-1996).
وقد كان حكمتيار الملقب بـ"جزار كابل" منافساً لطالبان، قبل أن تتولى الأخيرة السلطة بين عامي 1996 و2001.