منذ سيطرتها على البلاد قاطبة باستثناء بعض الجيوب، انتشر عناصر حركة طالبان في شوارع كابل، بعتاد ولباس عسكري أميركي في كثير من الأحيان. كما أكدت عدة تقارير أميركية وتصريحات لنواب وأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، أن حجما كبيرا من العتاد العسكري والآليات سقطت بين أيدي الحركة المتشددة.
إلا أن مشاهد قندهار، عاصمة الحركة السابقة ومعقلها الأساس، فاجأت العديد من الأفغانيين أمس.
فقد حلّقت مروحية من طراز "بلاك هوك" فوق المعقل الروحي لطالبان في جنوب أفغانستان، فيما وقف مقاتلوها على عربات الهامفي التي تم الاستيلاء عليها بينما كانت الحركة تستعرض المعدات العسكرية الأميركية المنهوبة.
آليات أميركا بأعلام طالبان
وعلى الطريق السريع نحو ثاني أكبر مدن البلاد، اصطف طابور طويل من الآليات العسكرية الخضراء، التي زينت بعلم طالبان الأبيض والأسود.
فيما ظهر مقاتلو الحركة فوق الشاحنات متعددة الاستخدامات كانت تستخدمها القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية خلال الحرب التي استمرت عقدين، بينما صعد آخرون فوق المركبات في بلدة آينو ماينا الواقعة على مشارف المدينة.
كما بدت بين أيدي المقاتلين أسلحة خفيفة، وبنادق "إم 16" الأميركية.
إلى ذلك، ضم هذا الاستعراض العسكري قافلة من الآليات العسكرية، بعضها مجهز بأسلحة ثقيلة ورشاشات.
"بلاك هوك" تشرف على العرض
كذلك، حلقت مروحية واحدة على الأقل من طراز "بلاك هوك" فوق هذا العرض، ما قد يشير إلى أن شخصاً من الجيش الأفغاني السابق كان يقودها لأن حركة طالبان تفتقر إلى طيارين مؤهلين.
وفي ملعب قندهار للكريكيت، تجمع المئات للاستماع إلى خطب تمدح الحركة التي قمعت الأفغان لسنين سابقة خلال التسعينات.
فيما قال أحد الذين يجندو لطالبان أمام حشد من الناس، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس اليوم الخميس: "عدونا المشترك تعهد بجلب الازدهار الى البلاد، لكنه فشل في القيام بذلك".
وأضاف: "لقد زعموا أنهم يحضرون نظاماً متحضراً، أنظروا الى المطار حيث بقيت جميع الطائرات متروكة وسطه".
يذكر أن قندهار، التي تعد معقل عرقية الباشتون، شكلت مهد طالبان والمكان الذي صعدت منه الحركة الى السلطة عام 1996. وبحلول عام 2001، عندما اجتاحت القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة البلاد، كانت طالبان تسيطر على معظم أنحاء البلاد.